responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 119

4- شعيبُ لأصحاب الأيكة:

«أَوْفُوا الْكَيْلَ وَ لا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ «» وَ زِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ «» وَ لا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَ لا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. [1]»

وخطاب شعيبٍ عليه السلام يعالج نظاماً اقتصادياً جائراً لا يقيم وزناً لانسانٍ ولا دين. كان يستحوذ على حياة المخاطبين، ويستنفذ جهدهم، ويمثل لوناً من ألوان الفساد القذر، ويستبيح جهود الآخرين الكادحة، وثمار أتعابهم ونَصَبِهم وعرقهم لبذخ القلة المسترخية، وحرمان القاعدة العريضة في مجتمع الإنسان. ووراء هذا النظام الجائر تصورٌ خاطئٌ عن دور الإنسان في الحياة يتمثل في تكديس المادّة، والانصراف إليها، والاستسلام لشهوات البدن والانغماس فيها إلى حد الذوبان، وهو تصورٌ أجنبيٌ عن أجواء الايمان ورؤاه ومشاعره وطموحاته.

وهكذا توقفنا الآيات الكريمة أمام تصورٍ أرضيٍ منحدِرٍ لدور الإنسان في هذه الحياة، وهو أن يَكُبّ على الأرض، أن يتمرّغ فيها، أن تذوب كلّ مشاعره، وأفكاره، وطموحاته في ذراتِ ترابها. [2]

الإنسان مسؤوليّةً:

أ- في حضارة الإنسان.

ماذا تقول حضارة الإنسان عن الإنسان مسؤولية؟

وحضارة الإنسان هي حضارةٌ خطط لها الإسلام وأقامها القرآن وأتمهّا الرسول صلى الله عليه وآله، وأتمها في آخر حلقة من حلقاتها التي توالت على يد الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

تقول هذه الحضارة عن إنسانٍ من حيث المسؤولية في أصدق كتابٍ‌


[1] سورة الشعراء: 181- 183.

[2] خطبة الجمعة (163) 28 جمادى الثاني 1425 ه-- 16 يوليو 2004 م.

اسم الکتاب : الإنسان بين حضارة الذكر و حضارة النسيان المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست