responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام قاعدة و منهج حياة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 47

 

الإسلام والسياسة

هناك سياستان: سياسة دنيوية وسياسة أخروية. ولا أعني بالسياسة الأخروية التي تنصرف بالإنسان للآخرة عن الدنيا، وإنما هي تلك السياسة التي تعمر الدنيا وتصلح الدنيا وتنشر الأمن والسلام في الدنيا، وتحوّل الدنيا إلى جنّة من حيث ربطها بالنظر إلى الآخرة، وتأسيس الحركة فيها على أساس من القيم الإلهية العليا العادلة.

وأما السياسة الدنيوية فهي التي تقصر حركة الإنسان في الأرض في إطار شهوات الطين، وتحول الحياة صراعاً مريراً على هذه الشهوات والملذات الساقطة، وتستبيح كل جرم في سبيل الشهوة واللذة المحرّمة. السياسة الدنيوية لا تتورّع عن فعل أي شي‌ء في سبيل مصالحها المادَّية، لاعن زرع روح الاقتتال والفتن المدمّرة، ولا عن أي جريمة أخرى تمر بخاطر الإنسان‌ [1].

يلتقي الإسلام والسياسية موضوعاً، وموضوعهما معاً هو الإنسان وعلاقته بنفسه، وبربه وبالآخرين- هكذا أرى- ويلتقيان كذلك وظيفة إذا كانا على خط واحد، وإذا كان أحدهما صاعداً، والآخر نازلًا تقاطعا وتعارضا في أكثر


[1] خطبة الجمعة (232) 25 محرم الحرام 1427 ه-- 24 فبراير 2006 م.

اسم الکتاب : الإسلام قاعدة و منهج حياة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست