responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 72

والآية الأولى تقول: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ) [1]، ومن بعدها (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ) [2].

يكفي هذا الإنسان لأن يذعن لله تبارك وتعالى عقلًا وشعوراً وسلوكاً، أن يراجع بدايته وما قبل البداية؛ ما قبل بدايته الأولى المتواضعة كان عدماً محضاً، وكانت له بداية من تراب أو قبل التراب، وفي مرحلة متقدمة كانت بدايته النطفة، الماء الدافق، يخرج من بين الصلب والترائب.

وهو في هذه البداية لا حراك، لا إرادة، لا فكر، لا شعور، لا تصميم، لا أي مظهر من مظاهر الحياة، وفي كلّ مراحله السابقة لا يتوهّم أنه يملك حولا ولا طولا، وإن كان في كلّ وجوده هو كذلك.

هذه هي تلك البداية التي توقف الإنسان أمام ضعفه ووهنه ومسكنته، وأنه مُدَبَّرٌ لله تبارك وتعالى، وهي تكفي جداً جداً لمن يحمل ذرة من العقل أن يطأطأ برأسه، أن تطأطأ كلّ حياته الإرادية من أولها إلى آخرها إلى إرادة الله سبحانه وتعالي.

هذا الإنسان يعلم وجداناً- كما سبق في حلقةٍ متقدمة- أن كلّ الذين يشتركون معه، وأنَّ كلّ شي‌ء يشترك معه في فقد الوجود من الداخل لا يستطيعون أن يعطوه من أنفسهم وجوده، ولا يستطيعون أن يعطوه حياته.

ماءٌ خُطِّط، ماءٌ شُحن بالاستعدادات الفكرية والشعورية، وبالقدرة على الخلق والإبدّاع، بقدرة الله سبحانه وتعالي، من صمّمك؟ من رسم خريطة وجودك؟ من قدّرك هذا التقدير؟ من لاءم بين كلّ أعضائك؟ أجزائك؟ خلاياك؟ ذراتك؟ من صمم ذرتك الأولى؟ من أعطى كلّ تلك الذرات قابلية الحياة، وقابلية النمو، وقابلية الإبدّاع؟


[1]. الطارق: 5.

[2]. الطارق: 6- 7. الطارق: 6- 7.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست