responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 70

المتعمّدة لصرف النظر عن الربّ إلى المربوبين، وعن الخالق إلى المخلوقين، وإلى العبيد عن المعبود" [1]، والمتنبه لهذا التشويش لن يخضع لتأثيراته.

العامل الثاني: التأمّلُ في تَجَلّي الخَلْقِ بالحَقّ‌

" نقرأ في هذا المجال- هذا النص-: كان كثيراً ما يقول- أمير المؤمنين عليه السلام- إذا فرغ من صلاة الّليل: «أَشْهَدُ أَنَّ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا آيَاتٌ تَدلُّ عَلَيْكَ، وَشَوَاهِد تَشْهَدُبِمَا إِلَيْهِ دَعْوْتَ‌» [2]، ثم يقول عليه السلام- بعد أن أعطى السماوات والأرض الدلالة على الله-: «كُلُّ مَا يُؤَدِّي عَنْكَالْحُجَّةَ، وَيَشْهَدُ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، مَوْسُومٌ بِآثَارِ نِعْمَتِكَ،وَمَعَالِمَ تَدْبِيرِكَ‌» [3]. فالدلالة أصلًا ليست للسّماوات والأرض، إنّما الدّلالة أصلًا منك عليك، وأنت المتجلّي الحقّ الذي أعطى السّماوات والأرض شيئاً من درجة التجلّي، فهي التي ظهرت بك، وليس أنت الذي ظهرت بها.

ويقول عليه السلام: «بِصُنْعِ اللَّهِ يُسْتَدَلُّ عَلَيْهِ‌ [4]،وبِالْعُقُولِ تُعْتَقَدُمَعْرِفَتُهُ‌ [5]،وبِالْفِكْرَةِ تَثْبُتُحُجَّتُهُ‌ [6]،وَبِآيَاتِهِ احْتَجَّ عَلَىخَلْقِهِ‌» [7].


[1]. المصدر نفسه.

[2]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20/ 255 ح 1. دعوت من الإذعان لقضية التوحيد، وإخلاص العبودية لك وحدك لا شريك له. «منه حفظه الله»

[3]. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20/ 255 ح 1.

[4]. بصنعه بما هو صنعه. «منهحفظه الله»

[5]. وكما أن الصنع صنعه، فإن العقول من عنده ومن فيضه، فالجميل كله له، والدلالة إنما هي قائمة به. «منه حفظهالله»

[6]. يأتي دور المنطق العقلي المتقدم، للاستفادة فوق ما عليه نور الفطرة من آيات الأنفس والآفاق. «منه حفظهالله»

[7]. تحف العقول للحراني: 62.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست