responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 53

على المكشوف نحن نبحث عن الاكسجين، والأكسجين من عند الله، نبحث عن الشّعاع والشّعاع من عند الله، نبحث عن الطعام والطعام من عند الله، نبحث عن كلّ حاجاتنا وليس من مصدر لعطاء هذه الحاجات إلا الله.

هذا الإنسان بكلّ حركته التكوينية، متجه قهراً إلى الله عزوجل، ولو مال عن خطّ الله ميلا بسيطا، ولو بمقدار شعرة هلك، حيث أنّه لو عطّل تعامله الإيجابي مع أيّ قانون من قوانين الله عزوجل في الحياة، ولم يتفاعل معه التفاعل المطلوب، لانتهت حياته المادية؛ فحياة الروح هي كذلك، تنتهي بالميل عن الله عزوجل، ويسقط الإنسان روحيّاً، ويسقط الإنسان إرادياً إذا انحرفت إرادته، ولو بمقدار يسير عن اتجاهه لله عزوجل.

هذا معنى الفطرة، فإذا كنت قد فطرت على أن لا تعيش إلا بطعام وشراب وأكسجين، فأنت لا تستطيع أن تعيش بغير ذلك، وإذا كانت روحك قد فطرت على الدّين، فإنّ بقاء الرّوح حيّة حيويّة متحرّكة نامية، لا يمكن أن يحصل إلا من خلال انشدادها الى الله عزوجل" [1].

الموارد التي فُطر الإنسان عليها:

" والمعرفة الدينية الفطرية، لا تشمل كلّ تفاصيل الدين، كما هو واضح، فما هو الفطري منها الميل إلى الدين، وقضيةُ التوحيد" [2].

و" تؤكد النصوص المتواترة قرآنا وسنة، ويؤكد واقع حياة شعور الإنسان، وواقع تفكيره على أنَّ قضية الإيمان لا تَفِدُ على العقول من الخارج، الخطاب بقضية الإيمان خطاب داخلي تعيشه النّفس، وتحتضنه الفطرة، وتثيره دائماً أمام الإنسان وتُلحّ عليه، لا أنَّه من تعليم معلِّم، وتدريس مدرّس، قضية الإيمان قضيةٌ عُجِنت بفطرة الإنسان، وهي داخلة ضِلعاً مهمّا في مركّبه المعنوي بأصل الخلقة" [3].


[1]. خطبة الجمعة (269) 6 محرم الحرام 1428 ه-- 26 يناير 2007 م‌

[2]. خطبة الجمعة (379) 8 شعبان 1430 ه-- 31 يوليو 2009 م.

[3]. خطبة الجمعة (269) 6 محرم الحرام 1428 ه-- 26 يناير 2007 م‌

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست