responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 313

الحكمة مستحيلا، أنت إذا أردت أن تبقى على هدفك وغايتك أن تبلغ إنسانا، إنساناً ترقى فيه إنسانيته، تشف فيه إنسانيته، تتبلور فيه إنسانيته، تتكامل وتتكمل فيه إنسانيته، فيتخرج من هذه الحياة إنساناً لا حيواناً، أنت إذا أردت أن تستقيم على درب هذه الغاية، وتنطلق مع مسار هذا الهدف، استحال عليك إذا احتفظت بالحكمة أن تلعب أو تلهو" [1].

مُتطلبَاتُ عَقيدةِ المعاد

المطلب الأول: أجواء نفسية وروحية غير طاردة

" إنَّ لعقيدة الآخرة تكاليف لا يستقيم معها انطلاق النَّفس بلا حساب وراء الشّهوات، وانعدام الضوابط الخُلُقية في الحياة، وتضييع الحقوق، والتنكُّر للواجبات، والإباحيّة في سلوك الأفراد والمجتمعات، وسحقُ كرامة الآخرين، واستغلالهم، وانتهاك حرمات الله.

ومن هنا صعب أمر الآخرة على النفوس الواهنة التي لا تتحمل التكاليف، ولا تصبر على الضوابط، ولا تتورّع عن المحرّمات، ولا تملك أن تقف أمام شهوة، أو تتراجع عن نزوة، ذلك بترك صاحبها لها أن تقود فينقاد، وأن تأمر فيأتمر، وكأنه خِلْوٌ من العقل، والرُّشد، والإرادة، والنّظر في العواقب، واحترام الذات.

ولو آمن مثل هذا المرء بالآخرة فإنّه لا يُوقن بها، وإيمانه يكون مغيّباً مكبوتاً وراء الظلمات، ويعاني من قلق واهتزاز، ولا قوّة له على ردع عن رذيلة، وارتكاب فحشاء، ومواقعة منكر، ولا يعطي دفعاً لتحمّل واجب، والنهوض بتكليف.

وربما بلغ التدهور بالنفس من فِعْلِ السيئات مبلغاً خطيراً لا بدَّ أن تفارقه حالة الإيمان، وتتخلّى عنها النفس.


[1]. خطبة الجمعة (11) 23 ربيع الأول 1422 ه-- 15- 6- 2001 م.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 313
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست