responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 294

كان له استثناء من الموت بالنفخة الأولى فلا بدّ من بعد ذلك أن يموت. وقد قيل بأنَّ بعضاً من الملائكة لا تشملهم هذه النفخة فلا يُصعقون فيمن يصعق بها، ولكنَّ لا بدَّ لهم من الموت بمقتضى عموم‌ (كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [1].

ثمّ ما تتناوله النفخة الأولى بصعقها، هي حياة الأجسام بمفارقة الروح لها، دون الروح في حياتها [2]؟

أو تتناول النفخة، والصعقة الأرواح نفسها، فتذهب كما تذهب الأبدان؟

وعلى الأوّل يكون البعث بإعادة الأرواح للأجسام، وعلى الثاني يكون بإحياء الأرواح وإعادتها للأبدان معاً.

ولو كان الذي يموت بالنفخة الأولى كلًّا من الأبدان والأرواح فإنَّ فاصلة ما بين الموت والبعث تكون فيها حياة روح قبل النفخة ثم يعقبها موت، أما لو كان ما يموت بالنفخة إنما هي الأبدان القائمة آنذاك خاصّة دون الأرواح فإن فاصلة البرزخ تكون كلّها عامرة بالحياة، ولا يكون البعث إلا بإعادة الأبدان ورجوع أرواحها لها.

وقد احتُمِل في المستثنى في قوله سبحانه: (إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ) [3]، أن يكون البعض من الأحياء، كبعض الملائكة، فلا يُصعقون بالنفخة الأولى، وإن ماتوا بعد ذلك، كما احتُمِل أن يكون المستثنى هي الأرواح، فلا تصاب بموت، وإنما يستمر خلودها إلى يوم القيامة، والذي هو وما بعده يوم حياة، لا موت على الإطلاق.

ويقول صاحب الميزان: بأنَّ الرّأي ببقاء حياة الأرواح وامتدادها إلى يوم القيامة بلا انقطاع، تؤيّده بعض روايات أهل البيت عليهم السلام‌ [4].

ويُلتفت إلى أن المؤيِّد أقلّ مستوى من الدّليل.


[1]. القصص: 88.

[2]. أيهما الذي يُصعق، حياة البدن، أم كلًا من حياة البدن والروح؟. «منه حفظه الله»

[3]. الزمر: 68.

[4]. تفسير الميزان للطباطبائي: 17/ 240.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست