الدُّنْيَا» [1]، وإذا كان ذلك فتلك الأبدان من غير نوع أبداننا بما هي عليه من دم ولحم ومادة معينة، وإنما هي قوالب وصور من نوع آخر تماثل هذه الأجسام في هيئتها، ويتراءى بها الشخص كأنه كما كان في الدنيا على حدّ ما نراه في حياتنا هذه في المنام، من صور من مات من حبيب وصديق.

وأكل أهل البرزخ وشربهم ربما كان على حدّ تلذذ النائم بما يحصل له من حوادث سعيدة في هذه الحياة" [2].

و" قِيلَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما السلام مَا الْمَوْتُ؟ قَالَ: «هُوَ النَّوْمُ الَّذِي يَأْتِيكُمْكلّ لَيْلَةٍ إِلا أَنَّهُ طَوِيلٌ مُدَّتُهُ، لا يُنْتَبَهُ مِنْهُ إِلا يَوْمَالْقِيَامَةِ، فَمَنْ رَأَى فِي نَوْمِهِ مِنْ أَصْنَافِ الْفَرَحِ مَا لايُقَادِرُ قَدْرَهُ، ومِنْ أَصْنَافِ الأَهْوَالِ مَا لا يُقَادِرُ قَدْرَه،فَكَيْفَ حَالُ فَرَحٍ فِي النَّوْمِ وَوَجَلٍ فِيهِ، هَذَا هُوَ الْمَوْتُفَاسْتَعِدُّوا لَهُ» [3].

تنام الليلة الواحدة، ليلة تقضيها مسروراً سعيداً أكثر سعادة من كلّ حياتك، تداعبك فيها الأحلام الجميلة الخضراء، وترى نفسك راقية، [و] ترى نفسك عالماً تحل المشكلات العلمية في لحظة، [و] ترى نفسك السعيد في كلّ الجوانب.

وليلة أخرى: يعيشها إنسان، يرى نفسه: عذاباً نفسياً أليما قاسياً، تتهدده السباع، [و] تتوثب عليه الحيات والثعابين، [و] تهجم عليه العقارب، [و] تجتمع عليه الأعداء، فيقضي ليلته عذاباً شديداً مراً.

حياة البرزخ هي إحدى هذين اللونين، وهذه هي البداية، المسألة تبدأ على مستوى النوم، ثم نتنقل على مستوى اليقضة يوم يبعثون «فَاسْتَعِدُّوا لَهُ» [4]" [5].

[1]. الكافي للكليني: 3/ 245 ح 6.

[2]. خطبة الجمعة (415) 26 رجب 1431 ه-- 9 يوليو 2010 م.

[3]. معاني الأخبار للصدوق: 289 ح 5.

[4]. معاني الأخبار للصدوق: 289 ح 5.

[5]. خطبة الجمعة (28) 24 رجب 1422 ه-- 12- 10- 2001 م ..