ومن الذي يعلم مدى ابتلاء إبراهيم
عليه السلام بتلك الكلمات [2]،
والمواقف الصعبة، والمحن الشداد، وأنه الابتلاء الذي يعني تجاوزه بنجاح التأهُّل
الحقّ للإمامة؟! [3].
ومن يعلم إتمام إبراهيم عليه
السلام لتلك الكلمات، كما يرضى الله سبحانه، غير ربّه العليم بما يُكنُّه صدره،
وتُسرِّه نفسه، وتختزن جوانحه؟!
والإمامة لا تكون لمن عدل بعد ظلمه
كما يفهم من سؤال إبراهيم عليه السلام، وهو المعصوم الذي لا يمكن أن يسأل الإمامة
لمن بقي ظالماً، أو استبدل عن العدل بالظلم، ولا يتَّجه السؤال منه إلا لإمامة من
كان عدلًا على الإطلاق، أو عدل عن الظلم للعدل وبقي عليه، والجواب في الآية
الكريمة، ينفي الإمامة عن الثاني، فلا يبقى لها إلا الأول، وهو العدل، النقيُّ من
الظلم على الإطلاق [4]. ثمّ إنّ الشّرك من أكبر
الظلم، والنفس البريئة من كلّ شائبة شرك، ليست إلّا نفس المعصوم (على المعصومين
كلهم السلام)" [5].
[3]. نجح إبراهيم عليه السلام
في ذلك الامتحان، لكن ذلك الامتحان مؤهّل بالكامل للإمامة أو لا، من يعلم ذلك؟ من
يعرف وزن الإمامة ووزن ذلك الامتحان ليعرف أن تحقق النجاح في ذلك الامتحان بوزنه
الخاص يؤهل لتحمّل مسؤولية الإمامة بوزنها الكبير؟. «منه حفظه الله»
[4]. ومن يعلم ذلك النقي العدل
على الإطلاق في كلّ حياته ووجوده غير الله سبحانه؟. «منه حفظه الله»
[5]. خطبة الجمعة (430) 19 ذو
الحجة 1431 ه-- 26 نوفمبر 2010 م.
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 241