اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد الجزء : 1 صفحة : 230
الإسلام فيها، الاهتمام الذي لا
يطرقه شكٌّ على الإطلاق" [1].
" ويتساءل المسلم عن منشأ هذا
الاهتمام العظيم من الإسلام بأمر الإمامة؟
وبيانُ حاجة الإسلام، والأمّةِ
الإسلامية إلى الإمامة، ووظائفها، يُنهي التساؤل من هذا النوع، لما في ذلك من
إجابةٍ شافية لمن أراد الوصول إلى الحقّ، وكان على استعداد للإذعان له، والتسليم
له" [2].
الحاجة الأولى: ضمان بقاء
الإسلام
" نعرف أن الإسلام قد جاء
ليبقى النّور الهادي الذي يقود حركةَ الحياة على وجه الأرض، ما دام للإنسان حركةٌ
على ظهرها، وبحيث لا يُخالطه ظلام، ولا يتعرّض إلى تشويهٍ وانحراف.
وبقاءُ الإسلام كذلك يحتاج إلى
ضمان، وضمانُ ذلك فَهْمٌ مأمون معصوم للإسلام، لا ينقطع بانقطاع الوحي، ومرجعية
إسلامية واحدة، لا يشتبه عليها الإسلام في شيءٍ، قاطِعةٌ لكلّ حجة، ومنهيةٌ كلّ
نزاع، ومانعةٌ من التعدّدية في الرأي والقول الحجّة، وموحّدة لفهم الدّين الذي على
المسلم أن يتعبَّد به، ويتّخذه حجة بينه وبين ربّه.
ولا ضمان كذلك إلا بوجود الإمامة
بعد الرَّسول الخاتم صلي الله عليه وآله واستمرارها، ووحدة الإمام في كلّ عصر من
عصور الأمَّة، وجيل من أجيالها" [3].
الحاجة الثانية: إتمام الرسالة
" كمال
الدين بالإمامة التي أرادها الإسلام ورضيها، وبإلغاء الإمامة يدخل النقص على
الدين، فإنْ كان الإلغاء نظرياً وجد الدّين ناقصاً على المستوى
[1]. خطبة الجمعة (585) 15 ربيع
الأول 1435 ه-- 17 يناير 2014 م.