responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 192

بعد زمن طال أو قصُر من آخرين، كما هو حال الظّواهر الأخرى العلميَّة التي يسبق عقلٌ إلى التعرّف على عللها لتلحق به في ذلك عقول أخرى تكتشف نفس العلّة.

وبهذا يفقِد المعجز دلالتَه الخاصَّة، المتمثّلة في أنّ الله تبارك وتعالى خَصَّ به مدّعي النبوّة من بين النّاس، ليدلّ على أنّه نبيٌّ أو رسول من عنده، وإلا كان كلّ عقل سَبَقَ إلى اختراعٍ معيّن لاكتشافه لعلّته، ثبتت لصاحبه النبوة بذلك لو ادّعاها [1].

وللإجابة على هذا التساؤل لا بدَّ من بيان الفرق بين أمرين:

1. مبدأُ العليّة، مبدأ مسلَّم، وواضح أنَّ لكلّ معلولٍ مرتبطٍ فقيرٍ في نفسه، حادثٍ بعد عدمه علّةً وراء وجوده الطارئ، وحدوثه المستجدّ [2]، وهذا الأمر لا ينتج لنا أن طبيعة العلة التي تقف وراء المعجز من نفس طبيعة العلة التي تقف وراء أي ظاهرة علمية أخرى، وأنّه متيسِّرٌ للعقل البشري أن يكتشف علة المعجز تيسر اكتشافه لعلة أي ظاهرة من الظواهر الكونية الأخرى؛ وإن كان هذا الاكتشاف قد يتقدم زمناً من عقل ويتأخر من آخر.

2. الأمر الآخر، هو: أن نسلِّم بأنّ كلّ علل الظواهر، ومنها: ظاهرةُ ما نسمّيه بالمعجز، لا تختلف في طبيعتها، وأنها على حدٍّ سواء في إمكان اكتشافها من‌


[1]. فلماذا مثلًا آينشتاين لا تثبت نبوّته لو ادّعى النبوة لأنه جاء بجديد باكتشافه قانوناً غامضاً على العقول الأخرى؟!. «منه حفظه الله»

[2]. هذا القانون المسلّم لا ينتج لنا مساواة المعجز بغيره من الحوادث الكونية والظواهر الطبيعية الأخرى، الذي يثبت لنا مساواة المعجز بغيره من الظواهر هو أن تكون طبيعة العلّة المنتِجة للظاهرة الطبيعية هي نفس طبيعة العلّة التي يقوم عليها المعجز، يعني نحتاج إلى مساواة طبيعة علّة المعجز وعلّة الظاهرة الطبيعية. لو تساوت العلتان في طبيعتهما فلا يبقى للمعجز مائز عن الظاهرة الطبيعية، لكنّ العلّتين قد تكونان مختلفتين من حيث الطبيعية. «منه حفظه الله»

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست