المنهج، وأصاب ولم يُخطئ في كلّ ذلك، وبقي سبّاقاً في طرحه لكلّ الزمان والمكان وما أصابه تقادم، وظلّ مِعطاءاً في كلّ القرون، ولم ينفذ عطاؤه، وهو باقٍ كذلك.

القرآن بهذا الواقع الكبير، والغِنى المفتوح، والسَّبْق الثابت يستحيل أن يكون من وضع محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله أو أيّ قدرة بشرية أخرى" [1].

المثبت الثاني: سيرته صلي الله عليه وآله‌

" شخصية الرسول صلي الله عليه وآله وسيرته الثابتة على الصِّدق والتواضع والزُّهد وجدّية العبادة، وحملُ كلّ أهله على ذلك، بلا أن يتأثر بظروف فقر أو غنى‌ [2]، أو قوة أو ضعف، وانتصار وهزيمة، دليل على صدق النبوّة، والصِّلة الصادقة بالله، والبُعدِ عن الأغراض الدنيوية بصورة نهائية.

وللرّسول صلي الله عليه وآله في سيرة أقرب المقرّبين إليه، من أهل بيته عليهم السلام‌ [3]، دليل صدق لا يردّ، فكان هذا البيت العظيم منصرفاً عن الدنيا إلى الآخرة [4]، مضحّياً في سبيل الله طِوال حياته، وفي الوقت الذي لم تكن تلوح فيه فرصة من فرص الحكم والسلطة [5]. كان هذا البيت في كلّ تاريخه، يدفع أبهظ الأثمان في سبيل بقاء الدين وعزّته وثباته.

فهل يمكن للرّسول صلي الله عليه وآله، وهو العاقل الحكيم في كلّ أموره، أن يدفع‌

[1]. المصدر نفسه.

[2]. كما أن القرآن ثابت في خطّه، الرسول صلي الله عليه وآله هو الآخر ما غيّرته الظروف أبداً. «منه حفظهالله»

[3]. بنته الصدّيقة، ابن عمّه علي بن أبي طالب عليه السلام، الأئمة المعصومين عليهم السلام. «منه حفظه الله»

[4]. صاحب الدنيا لا يبني بيتاً هكذا، لا يجعل أهله كلّهم مضحّين في سبيل الله عز وجل وفي الوقت الذي لا طمع لهم في سلطة. «منه حفظه الله»

[5]. هذا له دلالته الخاصّة. «منه حفظه الله»