responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 141

من يتلقى الإنسان منه حياته وأسباب حياته وبقاءه، لا بدَّ أن يتلقى منه توجيهاته وأوامره ونواهيه" [1].

سبب الولاية التّكوينية

" ولاية تكوينية [عليك‌]، لأنّك مملوكٌ بالكامل لله عزوجل.

وغيرك الذي يريد أن يتولّى أمرك، أيضاً هو مملوكٌ بالكامل لله سبحانه وتعالي، [وإنّ‌] السماوات والأرض وكلّ الملائكة والرسل وكلّ عظيمٍ، هو مملوكٌ لله سبحانه وتعالي. و [إنْ كان‌] كلّ شي‌ءٍ مملوك لله [تعالى‌]، فمن أين يأتيك مدد النصرة من دونه [جلّ جلاله‌]؟!

إنّ الفطرة تقرر وتبدأ بمسألة طاعة الله [تعالى‌] وعدم طاعة غيره، من هذه النقطة، [وإنّ‌] النفوس تنطق وتشهدُ، شهادةً قائمةً في داخلها، بهذه الولاية، [و] إذا كانت تعيش هذا الشهادة، ف- [من‌] هنا تبدأ نقطة الانطلاق، على ضوء العقل والمنطق، وأن لا إله في مجال التشريع والحكم ومتابعة إرادة الغير، إلا لله. [و] لا ألوهية إلا لله سبحانه وتعالي.

[و] ما دام لا ألوهية إلا لله سبحانه وتعالي، فهذا يقودُ، عقلًا، إلى انحصار الولاية التشريعية، وولاية الحكم، وولاية سياسة العالم، ليس بالمعني الضيق للسياسة، [وإنما بمعنى:] سياسة الحياة، أي: صناعة الحياة وتوجيه- [ها] بالمساحة الإرادية، [و] صناعة المجتمعات هو نطاق السياسة الذي تحدث عنه الإسلام.

وقد آل أمر الحكومات الوضعية أيضاً، أن تضع يدها على ضمير الإنسان ووجدانه ومقدارته، لتدخل فيها صنعا يخسف ويشوّه ويخرّب داخل الإنسان .. (قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَ لا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً) [2].


[1]. خطبة الجمعة (6) 17 صفر 1422 ه-- 11- 5- 2001 م.

[2]. الأحزاب: 17.

اسم الکتاب : معرفة العقيدة المؤلف : قاسم، عيسى احمد    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست