كتاب (من لا يحضره الفقيه) يُعد من الأصول الأربعة التي اعتمد عليها علماء الشيعة في أخذ أحكام الشريعة، وقد سجَّل فيه رئيس المحدثين- ابن بابويه القمي المعروف بالصدوق- ما يفتي به من روايات الأحكام، ويحكم بصحته، ويعتقد بكونه حجة بينه وبين الله عز وجل، فهو كتاب تخصصي متداول بين الفقهاء والعلماء، ولا يصلح لأن يكون شرعة لكل وارد-، إلا أن هذا النقل منه حفظه الله يكشف عن اهتمامه بأصل المطالعة، وكذلك يكشف عن اهتمامه بنوع هذه المطالعة، إذ يستنصح فيه من يراه أهلا للنصيحة، حتى لا يكون كالسائر على غير طريق، وهذا إن دل على شي‌ء، فإنما يدل على ذهنيته الوقادة التي أفصحت عن تميزه السباق ..

دراسته النظامية

التحق سماحة الشيخ بالمدارس النظامية وهو في سن الثامنة- أو أكثر-، وقد سجّله أخوه الحاج عبد الله بعد إشارة جمع من المؤمنين والأصحاب عليه، وذلك بعد أن رأوا نباهة الولد، وذكاءه، وصفاء ذهنه، وتفتّح عقله، وبعد أن تفرّسوا فيه طاقةً خلاقةً، وعنصراً فاعلًا في مستقبل المجتمع.

ويُذكر أن سماحته حينها- وقبل أن يتّخذ قرار الالتحاق بمقاعد الدراسة النظامية الحكومية- قد استخار الله تعالى في ذلك؛ طلباً للخير ورضا الله، وقد اختار الله له الالتحاق، وهذا الموقف بلحاظ