المجلس الإسلامي العلمائي‌

اهتم سماحة الشيخ- منذ سبعينات القرن الماضي- بالعمل المؤسّسي، فكان هذا هو أسلوبه في حراكه الرسالي منذ ذلك الحين، وقد اتضح ذلك من شي‌ءٍ مما ذكرناه سابقاً، وقد أمّن سماحته للمؤمنين مؤسساتهم في شتى المجالات الدينية، والسياسية، والاجتماعية، فهو- إلى جانب إخوته من كبار العلماء- من شيّد أهمّ الصروح المؤسساتية الفاعلة، وهو من ابتدأ أكثر المشاريع النوعية بروزاً في البحرين اليوم، ففي الجانب التوعوي التربوي أسّس جمعية التوعية الإسلامية سالفة الذكر، وفي الجانب السياسي، فهو يشكّل مرجعيةً عليا لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية، التي تعتبر أكبر جمعية سياسية في البحرين، وذات قاعدة جماهيرية واسعة، تشكل الغالبية العظمى من المعارضة، كانت مرجعية سماحة الشيخ سبباً رئيساً في تكوينها، وأما في الجانب التبليغي الديني، فيُعَدّ المجلس العلمائي اليوم أكبر مؤسسة دينية علمائية في البحرين، وقد اضطلع هذا المجلس بدور كبير، كان من أهم جزئياته احتواء العمل الديني بشكل عام في البحرين، والإشراف عليه، وترتيب أولوياته، ورسم خططه، والتمكين له بأفضل ما يمكن، وقد نجح في ذلك بنسبة كبيرة، فشكل ذلك مصدر إزعاج كبير للسلطة، مما حدا بها للسعي مراراً في مضايقة عمل هذا