قال
ابن عبدالبر في التمهيد : والأسماء هنا الصفات سواء ، فمحمّد « مُفَعَّل » من الحمد[118] .
وفي سبل الهدى والرشاد : إذا
اشتقت اسماؤه في صفاته كثرت جداً والذي وقفنا عليه من اسمائه(صلى الله
عليه وآله)
ثلاثمائة وبضع واربعون ، وهي أقسام :
الأول : ما ورد في
القران بصريح الاسم ، وعد منها ( 78 ) .
والثاني : ما ورد فيه
بصيغة الفعل وعدّ منها ( 44 ) .
والثالث : ما ورد في
الحديث والكتب القديمة ، وذكر منها ( 232 )[119] .
التسمية في معانيها الثلاثة
تبيّن مما مرَّ أنَّ وضع الأسماء لا
يخرج عند العرب عن نمطين :
1 ـ أن يلحظ فيها العلامة سواء كان له استعمال سابق ثمّ نقل إلى
آخر ، أم لم يسبق له استعمال قبل العَلَمية ، وبذلك يكون الاسم عندهم
مأخوذ من الوَسْم أي العلامة ، والعَلَميَّة عندهم تغلب على المعنى .
2 ـ أن يلحظ فيها العلوّ والرفعة في المعنى كذلك ، وهي سيرة
العظماء والحكماء والمثقّفين قديماً وحديثاً فلا يسمون إلاّ باسماء لها معاني
حسنة .
وهناك نمط ثالث جاء به الإسلام ،
وهو تسمية أولي العصمة بأسماء ملحوظ فيها الأوصاف الإلهيّة والذوات
المقدّسة ، ولذلك طابق اسم الحسن والحسين بالعربيّة اسم شبر وشبير
بالسريانيّة .
وهذا النمط هو ما فعله الأنبياء
والمرسلون والأوصياء(عليهم السلام) ـ أخذاً
عن الله ـ في التسميات ، فإنهم لا يسمّون أولادهم إلاّ بعد لحاظ
معنى التسمية الإلهيّة فيه .