فاسم « محمّد »(صلى الله
عليه وآله)
لوحظ فيه المحمدة الإلهيّة ، ففي الحديث القدسي : فأنا المحمود وهو
أحمد ، « وقد سمّاه
الله تعالى في كتابه محمّداً وأحمدَ » ، فأمّا اسمه
أحمد فهو على وزن « أَ فْعَل » مبالغة من
صفة الحمد ، ومحمّد « مُفَعَّل » مبالغة من
كثرة الحمد ، فهو(صلى الله عليه وآله) أجلُّ مَن
حَمِدَ ، وأفضل مَنْ حَمِدَ ، أكثر الناس حَمداً ، فهو أحمد
المحمودين ، وأحمد الحامدين ، ومعه لواء الحمد يوم القيامة ، وبعثه
ربّه مقاماً محموداً[111] .
وكذا اسم عَلِيٍّ(عليه
السلام)
مُشْتَقٌ من العُلَى الإلهي ، فالله العالي اشتقَّ لذات أميرالمؤمنين اسم « علي » من اسمه
المقدَّس ، ففي كليهما لوحظت المحمدة والعلوّ الإلهيَّين .
واسما الحسن والحسين أيضاً لوحظ فيهما
الحسن الإلهي ، والدين الإسلامي يدعو إلى كل حسن ، ولهذا أَمَرَ رسولُ
الله الناسَ بتحسين الأسماء ، فقال : حسِّنوا أسماءكم .
فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من فعل
ما يضادّ اسمه ، وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه وترك ما يضاده ، لأنّ
من يُسَمَّى كريماً أو جواداً يحاول أن يكون أكرم وأجود ممن يكون في مثل شرائطه
وظروفه .
واسم فاطمة دلَّ على فطم شيعتها من
النار يوم القيامة ، فجاء فيما رواه محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر
الباقر ، قول الزهراء لربّ العالمين : إلهي وسيدي سمَّيتني فاطمة وفطمتَ
بي مَن توّلاني وتولّى ذريتي من النار ، ووَعْدُكَ الحق وأنت لا تخلف
الميعاد .
فيقول الله عزّ وجلّ :
صدقتِ يا فاطمة إنّي سمّيتك فاطمة وفطمتُ بك من