responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 156
بأنّ في هذه العيون الظالمة إلماحاً إلى عين الحسد وعين التجسّس ، وفي عين عليّ المظلوم إلماحاً إلى أ نّه عين الله ، وعينُ الرجال ، وعين الحقيقة ، كما يقال : فلانٌ عينُ قومه ، أي خيارهم وسيّدهم ، والذين لا نظير له فيهم ، و يقال : فلان عين من عيون الله ، أي خاصّة من خواصّ أوليائه .

وعليه فما يدّعيه القوم ـ من أنّ وضع الإمام عليّ لهذه الأسماء كان للمحبة ـ هو مما يجب أثباته ، ودونه خرط القتاد ، بل إنّ في ترك أئمّة أهل البيت لهذه الأسماء في العصور اللاحقة لها دلالة على عدم محبوبيّتها عندهم ، لكنّهم لا  يثيرون الحساسيّة مع الأسماء ، و يتركونها للّبيب العاقل الذي يشخّص مدى رمزيّتها في كلّ عصر من العصور وآن من الآونة .

فالتسمية بمجرّدها لا تضرّنا وليس فيها ما يدلّ على حقّانيّة الثلاثة أو عدالتهم ، وكذا لا تنفي عنهم ما عملوه مع آل البيت ، فذاك شيء وهذا شيء آخر .

وكذلك تسمية أعداء أهل البيت أبناءهم باسم محمّد  ، علي ، حسن ، حسين ، فاطمة ، جعفر ، الخ ، لا يدلّ على محبّتهم لأهل البيت وعدالتهم ووثاقتهم وحسبك جعفر المتوكّل العباسي الناصبي ، وعلي بن الجهم الخارجي ، وصدام حسين المجرم ، وعلي حسن المجيد القومي ، وغيرها من الأسماء المقدّسة التي تسمّى بها النواصب والأراذل .

نحن لو أردنا أن ندرس ظاهرة التسمية بأسماء الثلاثة طبقاً للاحتمالات والادعاءات فهناك العشرات من هذه الاحتمالات يمكن افتراضها في هكذا أمر ، وباعتقادي أنّه لا يمكن البتّ والقطع بقصد الإمام علي إلاّ بنص منه(عليه السلام) ، ولا نصّ في المقام ، بل الشواهد والقرائن والأدلّة التاريخية لا تدل إلاّ على العداء المستحكم بينهما وتخالف النهجين .

اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست