بأنّ
في هذه العيون الظالمة إلماحاً إلى عين الحسد وعين التجسّس ، وفي عين عليّ
المظلوم إلماحاً إلى أ نّه عين الله ، وعينُ الرجال ،
وعين الحقيقة ، كما يقال : فلانٌ عينُ قومه ، أي خيارهم
وسيّدهم ، والذين لا نظير له فيهم ، و يقال :
فلان عين من عيون الله ، أي خاصّة من خواصّ أوليائه .
وعليه فما يدّعيه القوم ـ من أنّ وضع
الإمام عليّ لهذه الأسماء كان للمحبة ـ هو مما يجب أثباته ، ودونه خرط
القتاد ، بل إنّ في ترك أئمّة أهل البيت لهذه الأسماء في العصور اللاحقة لها
دلالة على عدم محبوبيّتها عندهم ، لكنّهم لا يثيرون الحساسيّة مع
الأسماء ، و يتركونها
للّبيب العاقل الذي يشخّص مدى رمزيّتها في كلّ عصر من العصور وآن من الآونة .
فالتسمية بمجرّدها لا تضرّنا وليس
فيها ما يدلّ على حقّانيّة الثلاثة أو عدالتهم ، وكذا لا تنفي عنهم ما عملوه
مع آل البيت ، فذاك شيء وهذا شيء آخر .
وكذلك تسمية أعداء أهل البيت أبناءهم
باسم محمّد ، علي ، حسن ، حسين ، فاطمة ، جعفر ،
الخ ، لا يدلّ على محبّتهم لأهل البيت وعدالتهم ووثاقتهم وحسبك جعفر
المتوكّل العباسي الناصبي ، وعلي بن الجهم الخارجي ، وصدام حسين
المجرم ، وعلي حسن المجيد القومي ، وغيرها من الأسماء المقدّسة التي
تسمّى بها النواصب والأراذل .
نحن لو أردنا أن ندرس ظاهرة التسمية
بأسماء الثلاثة طبقاً للاحتمالات والادعاءات فهناك العشرات من هذه الاحتمالات يمكن
افتراضها في هكذا أمر ، وباعتقادي أنّه لا يمكن البتّ والقطع بقصد الإمام علي
إلاّ بنص منه(عليه
السلام) ،
ولا نصّ في المقام ، بل الشواهد والقرائن والأدلّة التاريخية لا تدل إلاّ على
العداء المستحكم بينهما وتخالف النهجين .