responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 154
وتكوّنت بسرعة ; لأنّ الحكومات رَمَّزَتهما بالقوّة والتبليغ والترغيب والترهيب .

وأ مّا رمزية ظلامة أهل البيت وغصب الغاصبين فلم تترمّز إلاّ بعد جهد جهيد وبعد آلآف الضحايا والقرابين ، إذ لم يكن من السهل أن تثبت لعموم الناس ما فعله الشيخان وأتباعهما بأهل البيت إلاّ بمرور الأ يّام والليالي ، وهذا ما حدث بالفعل .

هذا و إنّ التسميات خاضعة لما يهدف إليه المُسَمِّي من وراء تسمية ابنه ، وقد اكدنا اكثر من مرة على أن التسمية من الأمور القلبية فلو وَضَعَ شخص اسم عمر على ابنه مثلاً بلحاظ تقنين وتأييد هجوم عمر على بيت الزهراء وغيرها من الأمور التي فعلها ضد أهل البيت فهو غير جائز ، أمّا لو وضعَهُ لجمالية اسم عمر وكونه معدولاً عن عامر ، ولاستلطافه هذه الكلمة دون أن يلحظ فيها شخصاً معيناً اساء إلى العترة بل ينظر إلى الاسم كآسم فقط فلا مانع من ذلك .

ولعلّ في حديث العيون خير شاهد على أنّ الملاك هو أفعال المسمّى لا  نفس الاسم ، إذ اشترك اسم المظلوم أميرالمؤمنين « علي » مع أسماء ظالميه في حرف العين ، وهم : عتيق ، وعمر ، وعثمان ، وعبدالرحمان بن عوف ، وعائشة ، ومعاوية[367] ، وعبدالرحمان بن ملجم .

فعن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إذا ظلمت العيونَ العينَ ، كان قتل العين على يد الرابع من العيون ، فإذا كان ذلك استحقّ الخاذل له لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فقيل له : يا رسول الله ما العين والعيون ؟ فقال : أ مّا العين فأخي عليّ بن أبي طالب ، وأمّا العيون فأعداؤه ، رابعهم قاتله ظلماً وعدواناً[368] .

وقد أخبر أميرالمؤمنين(عليه السلام) حذيفة ـ  وهو من أصحاب سرّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)  ـ بالأمر على وجهه بعد أن لم يكن فهم مغزاه ولم يسأل عنه رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، قال


[367] لأنّ معاوية مأخوذ من عوى . انظر لسان العرب 15 : 108 ، تاج العروس 19 : 714 -

[368] معاني الأخبار : 387 ح 22 -

اسم الکتاب : التسمیات المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست