بأن
يرشّح أبناءَه للنزال والبراز وأن يعدّهم شجعاناً مثله ، لأنّ الأسماء لها
دلالاتها وتأثيراتها على الأفراد ؟
أم أراد منه الاسم العلمي وشخصاً
معيَّناً يسمّى بحرب في الجاهلية ؟
فمن هو يا ترى ؟
وهل أن الإمامين الحسن والحسين بحاجة
إلى تأثيرات الأسماء عليهما ، وهل أن الشجاعة التي ورثها الحسن والحسين من
أبيهم وجَدِّهم كانت لخصائصهم الذاتية أم لتأثير الأسماء .
وأن مواقفهم في حرب الجمل وصفين
والنهروان خير شاهد على القول الأول لا الثاني ، وكذا خروج الإمام الحسين على
يزيد وهو الظالم السفاك ؟ واليك الآن بعض تلك الأخبار التي تدّعي هذه
الفِرية :
ذكر ابن سعد ( ت 231 هـ ) في طبقاته
خبرين أحدهما : حدثنا زهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق [ السبيعي ] ،
قال : لمّا ولد الحسن سمّاه عليٌّ حرباً ، قال : وكان يُعجبه أن
يُكنَّى أبا حرب ، فقال رسول الله : وما سمّيتم ابني ؟
قالوا : حرباً ، قال : ما شأن حرب ؟! هو حسن .
فلما وُلِدَ حسين سمّاه عليٌّ
حرباً ، فقال النبي : ما سميتم ابني ؟ قالوا : حرباً ،
فقال النبي ، ما شأن حرب ؟! بل هو حسين .
فلما ولد الثالث سماه حرباً ،
فقال رسول الله : ما سميتم ابني ؟ قالوا : حرباً ،
فقال : ما شأن حرب ؟! هو محسن أو محسّن[338] .
وفي المعجم الكبير للطبراني ( ت 360 هـ ) خمسة أسانيد ،
منها : حدثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي ، ثنا عبدالله بن عمر بن
أبان ، ثنا يحيى بن عيسى الرملي التميمي ، ثنا الأعمش ، عن سالم بن
أبي الجعد ، قال : قال عليٌّ : كنتُ رجلاً اُحبُّ الحرب ،
فلما ولد الحسن هممت أن أسمّيه حرباً فسماه رسول الله : الحسن ، فلما
[338] ترجمة
الإمام الحسن من طبقات ابن سعد : 34 ح 27 -