اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 433
نحن تعرضنا في الصلحات السابقة إلى الجرّ بالجوار وأجبنا
عنه ، لكنا أفردناه هنا كي نوسع الكلام فيه من خلال بيان موقف العلماء
والنحاة والقراء من أهل السنة ليكون القارئ أكثر بصيرة في هذا الأمر .
1 ـ موقف سيبويه من الجرّ بالجوار
قال في آخر باب «هذا باب مَجرى النَّعْت على المنعوت
والشّريك على الشّريك والبدل على المبدل منه وما أشبه ذلك» من «الكتاب»[1029] :
وممّا جرى نعتاً على غير وجه الكلام : «هذا جُحْر
ضبّ خرب» .
فالوجه الرَّفع ، وهو كلام أكثر العرب وأفصحهم وهو
القياس ، لأنّ «الخرب» نعت «الجُحْر» و«الجحر» رفع .
ولكن بعض العرب يجرّه وليس بنعت للضبِّ ، ولكنّه نعت
للذي أُضيف إلى الضبّ ، فجرّوه لأنّه نكرة كالضبّ ، ولأنّه في موضع يقع
فيه نعت الضبّ ، ولأنّه صار هو والضبّ بمنزلة اسم واحد .