اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 419
حيث كانت بالعطف على محلّ
الرؤوس ، والعطف على المحلّ شائع كثير في الكلام ، والمُفاد المسح قبل
أن يكون غسلاً ; لأنّ الغسل لا يكون مُفاده إلاّ بالعطف على الوجوه
والأيدي ، وقد منعه النُّحاة وأهل البلاغة .
ثمّ إنّهم أحدثوا قراءةً أُخرى لمناصرة الآراء وعطفاً
لكتاب الله تعالى على الأهواء ، وسمّوها قراءة الرَّفع .
ولكنّ الحقّ كان لهم بالمرصاد ، حيث إنّهم إنّما
كانوا قرؤوا به لإثبات الغسل ، وقبل أن يثبت هو ثبت المسح ، ولم
يتفحّصوا عن إثبات الغسل في موضع إلاّ وجدوا المسح قبله موجوداً موافقاً للقوانين
العلميّة والأدبية واللغوية غير معارض لواحد منها ، إلاّ أنّه لم يكن رأي قوم
بأعيانهم ، وهذا ممّا لا يضرّ بمكانة المسح في الكتاب والسنّة
النبويّة ، وإن كانت السنّة العثمانيّة والأمويّة عموماً بخلافه .
والمستدلّون بقراءة الرَّفع على الغسل جاؤوا ببضاعة
مزجاة ، ولذا ترى كثيراً منهم بعد ذكر الرفع يقولون : إنّ الرفع على
تقدير مغسولة ، أي : «وأرجلكم مغسولة» ، أو ممسوحة ،
أي : وأرجلكم ممسوحة ، فجاء الاحتمال وبطل الاستدلال بالرّفع على الغسل
وحده على أن قراءة الرفع تخرج الآية عن إحكامه مع أنّها محكمة وليست
بمتشابهة .
ومن أهمّ من قال به بالرفع هم :
1 ـ ابن جنّي (ت 392 هـ)
روى عن عمرو عن الحسن : «وأرجلُكم» بالرَّفع .
قال أبو الفتح : ينبغي أن يكون رفعه بالابتداء
والخبر محذوف ، دلّ عليه ما تقدّمه من قوله سبحانه : ( إِذَا
قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ) ; أي وأرجلكم
اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 419