اسم الکتاب : آیة الوضو و اشکالیة الدلالة المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 411
«وأمسحوا برؤوسكم» عطفاً على
الوجوه والأيدي وإنّما آخّره وعطفه على «برؤوسكم للتّنبيه على الإقتصاد في صبّ
الماء على الأرجل .
والجواب عنه :
أولاً : أنّه غفل عن أنّ
هذا ادّعاء منه ومن كلّ من يذهب مذهبه بلا دليل ; أساله أيّ دليل دل على أنّ
«وأرجلكم» كان مقدماً فاخرّ ؟ سوى عمل بعض الأصحاب ، وبعض التّابعين ـ
لو صحّ النّقل عنهم ـ ثمّ عمل أهل السنّة لم ينشأ إلاّ من سيرة عثمان بن عفان
والذي خالفه بعض الناس في حياته ، وذهبوا إلى أنّ سنة رسول الله غير ما يحكيه
عنه(صلى
الله عليه وآله) .
ومن بعض الروايات الضعيفة
سنداً أو دلالة أو في كلايهما أو المساء فهمها كما نبّهنا على ذلك في مواضع من هذا
المجلّد من كتابنا هذا وفي البحثين التاريخي والروائي .
وثانياً : ليست هذه
التّوجيهات إلاّ فراراً عن الحقيقة ومخالفة للشيّعة ، وإلاّ فالقواعد
النّحوية والأدبيّة تشهد بما تقوله الشيّعة من كون الأرجل معطوفة على لفظ الرؤوس
في قراءة الجرّ ، وعلى محلّ «برؤوسكم» في قراءة النّصب .