فمنهج عمر في خطه
العام لا يكتفي بالرفع فقط ، بل يريد أن يؤصّل للمنهج الآخر بجنبه ،
فبعد ثبوت معنى الولاية في الأذان من خلال جملة «حي على خير العمل» سعى لإبدال
شعارية الحيعلة بشعارية أخرى ، وهذا ما نلاحظه في الحكومات المتعاقبة على
البلدان الاسلامية ، واتّخاذ «التصلية النومية» شعاراً لهم مقابل «الحيعلة
الثالثة» ، فهذا يضع (الصلاة خير من النوم) والآخر يرفعها ، وهكذا العكس
في (حي على خير العمل) .
وكلنا يعلم
بأنّ الخلاف العقائدي كان متأصّلا بين الفريقين ، وأنّ القوم كانوا يستصغرون
الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ولا يرتضونه إماماً
عليهم ، والمطالع لكتب التاريخ يقف على نصوص لعمر ولغيره في هذا
السياق ، كما أنّهم لم يرتضوا إمامة أسامة بن زيد لصغره ، وفي المقابل
كانوا يؤكّدون على لزوم التمسك بسنة الشيخين رغم مخالفة بعضها للقرآن الكريم
والحديث الصحيح .
وكلنا يعرف
أنّ الخلافة زُوِيَت عن أمير المؤمنين في شورى عمر لأنّهم أرادوا إجباره على ان
يعمل بسنة الشيخين ، فرفض هو وقبل عثمان .