كما
نقلنا قبل ذلك حديث أبي مالك الأشعري ، وأنّه كيف كان يتخوّف
من إتيان صلاة رسول الله ، قالاً : هل فيكم أحد غيركم ؟
فقالوا : لا ، إلّا ابن أُخت لنا . قال : ابن اُخت القوم منهم ، فدعا
وغيرها
الكثير . وهي جميعها تؤكد على أن الفقه الإسلاميّ صار يستقي منابعه من طريقين :
1 ـ
السلطان الجائر العامل على تحريف الشريعة ومن يعمل معه .
2 ـ
الطالبيّون ، وقد انحصر هذا الخطّ بجعفر بن محمّد الصادق وآله .
وانّ
الفقهاء والمحدّثين والقرّاء غالبا كانوا يدورون في فلك السلطان ، يرسمون القواعد ويوقفون الخليفة على الحلول ،
وكان الخليفة يُقرّب من العلماء من يخدم أهدافه ،
ويُبعد من لا يرتضي التعاون معه بل يرفضه ![854]
نكتفي
منه بهذا العرض التاريخيّ الموجز ، وننتقل إلى حديث الوضوء ودَور الطالبيين في ترسيخ ما سمعوه عن آبائهم
من وضوء رسول الله رغم تحريفات الحكام وترسيخ ما ارادوه بالترغيب والترهيب .
المنصور والوضوء
جاء في
كتاب الرجال للكشيّ عن حمدويه وإبراهيم ـ ابني نصير ـ ،
قالا : حدثنا محمّد بن إسماعيل الرازي ،
قال : حدثنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثني داود الرقيّ قال : دخلت على أبي عبدالله
ـ أي الصادق ـ فقلت له : جعلت فداك ،
[854] في مقاتل الطالبيين : 318 ـ 319 ، وصفحه 271 بعض النصوص
المشيرة إلى تغيير الحكام للأحكام الشرعية فلتراجع .