كذا) ـ فإنهم لم يتمكّنوا من مجابهة الوضوء المسحيّ ؛
ولا نرى (التقيّة) تعمل ـ في الوضوء ـ عند أئمّة أهل البيت بعد مقتل الإمام الحسين
بن علي وحتّى أواخر عهد الأمويين ،
ومن يراجع مرويّات الإمام الباقر في الكتب الحديثيّة الأربعة يجد الإمام يصف وضوء
رسول الله وهو غير مكترث بما قيل أو يقال ؛ وأنَّ الأمويين كانوا يجاملون الصحابة
والتابعين ،
كأنس بن مالك ،
ومحمّد بن عليّ الباقر وعبدالله بن عبّاس في وضوئهم ولم يواجهوهم بالعنف ، كما كانوا يواجهون الآخرين ، وقد وقفت على حديث أبي مالك الأشعريّ ، وكيف كان خائفا من بيان وضوء النبيّ أو
صلاته لقومه .
حتّى
وصل الأمر بالناس ـ في الوضوء ـ أن يعترضوا على فقهاء الدولة لمنعهم مسح الرجلين ، متّخذين اعتقاد الغالبيّة بمشروعيّته أُسلوبا في المواجهة .
فقد أخرج عبدالرزّاق عن ابن جريح، قال: قلت لعطاء: لِمَ لا أمسح بالقدمين كما أمسح بالرأس، وقد قالها جميعا؟
قال: لا أراه إلّا مسح الرأس وغسل القدمين، إنّي سمعت أبا هريرة يقول: ويل للأعقاب من النار.
قال عطاء: وانَّ أُناسا ليقولون هو المسح، وأمّا أنا فأغسلهما[685].
وأخرج الطحاويّ عن عبدالملك قال: قلت لعطاء: أبلغك عن أحد من أصحاب رسول الله أنَّه مسح القدمين؟