النهج
الواضح الذي فارقتم عليه نبيّكم وفارقكم عليه الخلفاء[271] .
وقد روي
من طرق مختلفة وبأسانيد كثيرة أنَّ عمّارا كان يقول :
ثلاثة يشهدون على عثمان بالكفر وأنا الرابع ،
أنا أشدّ الأربعة لقوله تعالى : وَمَن
لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَافِرُونَ وأنا أشهد الله إنَّه قد
حكم بغير ما أنزل الله[272] .
وروي عن زيد بن أرقم من طرق مختلفة أنّه قيل له : بأيّ شيء كفَّرتم عثمان ؟ فقال : بثلاث ، جعل المال دولة بين الأغنياء ، وجعل المهاجرين من أصحاب رسول الله
بمنزلة من حارب الله ورسوله ،
وعمل بغير كتاب الله[273].
وهناك
الكثير من هذه النصوص التي تشير إلى ترك الخليفة الثالث العمل بكتاب الله وسنّة
نبيّه وسيرة الشيخين ، ممّا لها الدور الأكبر في قتله ،
فعدم العمل بكتاب الله وسنّة نبيّه لا يمكن تخصيصه بتقريبه لأهله غير المنزّهين ، وإن كانت تدخل ضمن عدم العمل بكتاب الله ،
فإن تشريع الاحكام الشرعية خلافا لصريح القرآن كما في آية الوضوء الذي أطبق الجميع
على نزول الوحي بالمسح ، لكنّهم أوّلوها وقالوا بأنّ السنة جرت بالغسل ، طبقا لما رواه عثمان وعبدالله بن عمرو بن العاص وأمثالهم عن رسول الله ، وهذاالفعل لا يصح عن رسول الله حسب التحقيق عندنا ، إذ أن سنة رسول الله ـ تبعا للقرآن ـ كانت بالمسح أيضا .
وبذلك
تكون احداثات عثمان الدينية وادخاله في الدين ما ليس منه هي