responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 130

عثمان ومبرّرات تغيير سياسته في الستّ الأواخر

مَن يُتابع سيرة الخليفة عثمان بن عفّان بتجرّد يمكنه أن يصل إلى ما توصلنا إليه ، وهو : أن الخليفة وخصوصا في الستّ الأواخر من خلافته أخذ يرى أنّ الناس ينتقصونه ولا يعطونه تلك المنزلة والهالة التي منحوها للشيخين ، بل ينظرون إليه بمنظار المتّبع لنهج الشيخين والمطبّق لما سُنّ في عهدهما وليس له العمل إلّا بما عُمل في عهدهما ، وقد طلب الخليفة بالفعل ـ في بدء خلافته ـ من المحدّثين أن لا يتحدّثوا إلّا بما عمل به الشيخان[209] ، لأنّ ذلك كان فى ضمن ما عاهد عليه ابن عوف في الشورى .

بَيد أنّ الخليفة وبعد مرور الأعوام الستّة من خلافته بدأ يتساءل مع نفسه : كيف يحقُّ لعمر أنّ يشرّع أو ينهى لمصلحة كان يقدّرها ـ كما في صلاة التراويح ومتعة النساء ـ ولا يحقّ لي ان اقدم الخطبة على الصلاة في العدين او ان اتي بالاذان الثالث يوم الجمعة  ؟ !

وكيف يقبل الناس اجتهادات عمر وسيرته ولا يرتضون أفعالي ؟!

وما الذي كان لهما واختصّا به دوني ؟!

ولماذا يجب أن أكون تابعا لسياسة واجتهاد الشيخين ولا يحقّ لي رسم بعض الأُصول كما رسم اولئك ؟!

هل كانوا في سابقتهم في الإسلام ودرايتهم بالأُمور ومكانتهم من رسول الله أخصّ منّي وأقرب ؟!

أم إنّ ما بذلوه من مال ووقفوه من مواقف لنصرة الدين كانت أكثر ممّا فعلت ؟!


[209] الطبقات الكبرى 2 : 336 ، تاريخ دمشق 39 : 180 ، كنز العمال 10 : 131 ح 29490 عن محمود بن لبيد .

اسم الکتاب : وضو النبی المؤلف : الشهرستاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست