أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ»[1][2].
فَأَصَابَهُمْ فِي الذَّرِّ مِنَ الْحَسَدِ مَا أَصَابَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَ مَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فِي الذَّرِّ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِالْأَئِمَّةِ فِي قَلْبِهِ، وَ إِنَّمَا أَقَرَّ بِلِسَانِهِ أَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ فِي الدُّنْيَا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ بِالْأَئِمَّةِ فِي قَلْبِهِ.
وَ الدَّلِيلُ عَلَى تَكْذِيبِهِمْ فِي الذَّرِّ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ ص فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ[3] إِلَّا أَنَّ الْحُجَّةَ كَانَتْ أَعْظَمَ عَلَيْهِمْ فِي الذَّرِّ، لِأَنَّ الْأَمْرَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَانَ مُشَافَهَةً.
[580/ 19] وَ مِنْهُ: وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً[4].
فَإِنَّهُ رُوِيَ «أَنَّ هَذِهِ الْوَاوَ زَائِدَةٌ فِي قَوْلِهِ وَ مِنْكَ وَ إِنَّمَا هُوَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ، لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوَّلَ مَا أَخَذَ الْمِيثَاقَ أَخَذَ لِنَفْسِهِ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ أَنَّهُ رَبُّهُمْ وَ خَالِقُهُمْ»[5].
فَرُوِيَ عَنِ الْعَالِمِ ع[6]: أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الذَّرِّ لِبَنِي آدَمَ
[1] الأعراف 7: 172.
[2] تفسير القمّيّ 1: 247، و عنه في البرهان 2: 608/ قطعة من حديث 11 و 4: 418/ قطعة من حديث 1، و عنه في البحار 5: 236/ قطعة من حديث 12.
[3] الأعراف 7: 101 و يونس 10: 74.
[4] الأحزاب 33: 7.
[5] تفسير القمّيّ 2: 176، و عنه في تفسير البرهان 4: 418/ 2.
[6] لم أعثر على هذا القول للإمام الكاظم ع، بل وجدت نظيره عن الإمام الصّادق ع في تفسير القمّيّ 1: 246- 247، و عنه في تفسير البرهان 4: 418، و البحار 5: 236/ 12 و 15:
17/ 25 و 26: 268/ 2.