الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ[1] وَ قَالَ أَهْلُ النَّارِ رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّينَ[2] وَ قَالَ إِبْلِيسُ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي[3]» فَقُلْتُ:
وَ اللَّهِ مَا أَقُولُ بِقَوْلِهِمْ، وَ لَكِنِّي أَقُولُ: لَا يَكُونُ إِلَّا بِمَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَرَادَ وَ قَدَّرَ وَ قَضَى.
قَالَ: فَقَالَ ع: «يَا يُونُسُ لَيْسَ هَكَذَا، لَا يَكُونُ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ أَرَادَ وَ قَدَّرَ وَ قَضَى، يَا يُونُسُ تَعْلَمُ مَا الْمَشِيئَةُ؟» فَقُلْتُ: لَا، فَقَالَ: «هِيَ الذِّكْرُ الْأَوَّلُ، فَتَعْلَمُ مَا الْإِرَادَةُ؟» قُلْتُ: لَا، قَالَ: «هِيَ الْعَزِيمَةُ عَلَى مَا يَشَاءُ» قَالَ: فَتَعْلَمُ مَا الْقَدَرُ؟
قُلْتُ: لَا، قَالَ: «هُوَ الْهَنْدَسَةُ، وَ وَضْعُ الْحُدُودِ مِنَ الْبَقَاءِ وَ الْفَنَاءِ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ:
«وَ الْقَضَاءُ هُوَ الْإِبْرَامُ وَ إِقَامَةُ الْعَيْنِ» قَالَ: فَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَهُ، وَ قُلْتُ: فَتَحْتَ لِي شَيْئاً كُنْتُ عَنْهُ فِي غَفْلَةٍ[4].
[1] الأعراف 7: 43.
[2] المؤمنون 23: 106.
[3] الحجر 15: 39.
[4] الكافي 1: 157/ 4، و عنه في البحار 5: 116/ 49.