[علّة عدم إقامة أمير المؤمنين المعجزة يوم الشورى:]
«وأمّا قول المعتزلة: (فكيف لم يحتج عليهم علي بن أبي
طالب بإقامة المعجز يوم الشورى؟).
فإنّا نقول: إنّ الأنبياء والحجج إنّما يُظهِرون من الدلالات والبراهين حسب ما يأمرهم الله به ممّا يَعلم الله أنّه صالح[868] للخلق، فإذا ثبتت
الحجة عليهم[869] -بقول النبيّ (ص) فيه، ونصّه عليه- فقد استغني
بذلك
عن إقامة المعجزات.
اللهمّ إلّا أن يقول قائل: إنّ إقامة المعجزات كانت
أصلح في ذلك الوقت.
فنقول له: وما الدليل على صحة ذلك؟ وما ينكر الخصم من
أن تكون إقامته لها ليس بأصلح[870]، وأن يكون الله لو أظهر معجزًا على يديه في ذلك الوقت لكفروا أكثر من
كفرهم ذلك الوقت، ولأدّعوا عليه السحر والمخرقة؟ وإذا كان هذا جائزًا، لم يُعلَم
أنّ إقامة المعجز كانت أصلح.
[عدم وجوب إقامة
المعجزة في كلّ حال:]
فإن
قالت المعتزلة: فبأي شيء تعلمون أنّ إقامة مَن تدّعون إمامته المعجز على أنّه ابن الحسن بن علي (ع) أصلح؟