[وسم
الإمامية بـ(اللابدية) وأنّهم أدون
من عبدة الأصنام:]
وقد
كان شيخ في هذه الناحية - رحمة الله - يقول: (قد وسمتُ هؤلاء بـاللابدية)، أي أنّه لا مرجع لهم، ولا معتمد إلّا
إلى أنّه (لابدّ من أن يكون هذا الذي [ليس][757] في الكاينات)، فوسمهم[758] من أجل ذلك.
ونحن
نسمّيهم بها، أي أنّهم دون كلّ مَن له (بُدٌ)[759] يعكف عليه؛ إذ كان أهل
الأصنام -التي أحدها (البُدُّ)- قد عكفوا على موجود وإن كان باطلًا، وهم قد تعلقوا
بعدمٍ ليسٍ، وباطلٍ محضٍ.
وهم[760]
(اللابدية) حقًا، أي لا (بُدَّ) لهم[761] يعكفون
عليه، إذ كان كلّ مُطاع معبودًا.
[757] وضعت (ليس) في الأصل بين
معقوفتين، وفي ت بدون معقوفتين.
[761] أي لا إمام لهم يطيعونه
ويعبدونه؛ لأنّ كلّ مطاع معبود. فقد قام ابن بشّار أولًا بعدّ الإمامية أدون من
عبدة البُد، وثانيًا بعدِّهم لا بُدّ ولا إمام لهم، فهو قد أوّل كلمة (اللابدية)
بتأويلين ينطويان على استهزاء، فضلًا عن التأويل الذي نقله من أحد الشيوخ، فصارت
ثلاثة تأويلات استهزائية.