القاطع للعذر، فإنّه ظاهر كظهور الكتاب يُنتَفَع به، ويمكن[686] اتباعه والتمسك به، فأمّا
العترة فلسنا نشاهد منهم عالِمًا يمكن أن نقتدي به، وإن بلغنا عن واحد منهم مذهب
بلغنا عن آخر أنّه يخالفه، والاقتداء بالمختلفين فاسد). فكيف يقول صاحب الكتاب؟.
[كيفية معرفة الإمام:]
ثمّ اعلم أنّ النبيّ (ص) لمّا أمرنا بالتمسك بالعترة كان بالعقل والتعارف والسيرة ما يدلّ
على أنّه أراد علماءهم دون جهالهم، والبررة الأتقياء دون غيرهم، فالذي يجب علينا
ويلزمنا أن ننظر إلى من يجتمع[687] له العلم بالدين، مع العقل،
والفضل، والحلم، والزهد في الدنيا، والاستقلال بالأمر، فنقتدي[688] به، ونتمسك بالكتاب وبه.
وإن قال[689]: فإن اجتمع ذلك في رجلين،
وكان[690] أحدهما ممّن يذهب إلى مذهب
الزيدية، والآخر إلى مذهب الإمامية، بمَن يُقتدى منهما، ومَن[691] يُتبع؟
قلنا له: هذا لا يتفق، فإن اتفق فَرَّقَ بينهما دلالة
واضحة: