فيُقال لصاحب الكتاب: قد أكثرتَ في ذكر علم الغيب، والغيب لا
يعلمه إلّا الله، وما ادّعاه لبشر[653] إلّا مشرك كافر.
وقد قلنا لك ولأصحابك: دليلنا[654] على ما ندّعي الفهم والعلم،
فإن كان لكم مثله فأظهِروه، وإن لم يكن إلّا التشنيع، والتقوُّل، وتقريع الجميع
بقولِ قومٍ غلاة[655] فالأمر سهل.
[: عدم دلالة الآيات على إمامة
خصوص أولاد الحسن والحسينc:]
«ثمّ قال صاحب الكتاب: ثمّ رجعنا إلى إيضاح حجة الزيدية
بقول[657] الله تبارك وتعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ
اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا...).
فيُقال له: نحن نسلّم لك أنّ هذه الآية نزلت في العترة،
فما برهانك على أنّ السابق بالخيرات هم ولد الحسن والحسين دون غيرهم من سائر
العترة؟ فإنّك لست تريد إلّا التشنيع على خصومك، وتدّعي لنفسك.