responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المتبقي من تراث ابن قِـبَـة الرازيّ المؤلف : أبي جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قِبَـة الرازيّ    الجزء : 1  صفحة : 117
كلمة أهل الخلاف، حتى أنّا لا نكاد نعرف زمانًا تقدم سلمت فيه الشيعة من الخمول، ولزوم التقية، ولا حالًا عريت فيها من قصد السلطان، وعصبيته وميله وانحرافه، هذا إلى كثرة ما جرى بينها وبين خصومها من الخوض في النصّ على مرّ الدهر، واجتهاد[302] جماعة مخالفيها في الطعن عليه، والثلم له، وتطلب ما يدحضه، وبعضُ هذه الأُمور يكشف السـرائر ويُظهِر الضمائر، ولا يثبت معها ضعف الخبر أن يظهر، وزمان حدوثه أن يُعرف، حتى لا يشك فيه اثنان،
ولا يمتري لسانان، وليس ما وقع من ذوي العز والتمكن، وقوة السلطان وكثرة الأعوان ممّا حكمنا بظهور أمثاله في العادة يخفى وينكتم، فكيف بما يقع من فرقة مغمورة مقهورة، وقد تظافر عليها المفرقون[303] واصطلح في قصدها المختلفون، ومن تأمل صورة الشيعة بعين منصف علم صحة قولنا.

والوجه الآخر:إنّا وجدنا مَن يلينا منهم والشروط التي اعتبرناها حاصلة بغير شك فيهم، يذكرون أنّهم نقلوا خبر النصّ وتلقوه عمّن صفته -في امتناع التواطؤ والاتفاق- كصفتهم، فلا بدّ [من] أن يكونوا صادقين؛ لأنّ تجويز الكذب عليهم في صفةِ مَن أخذوا الخبر عنه كتجويزه في سماع الخبر؛ لأنّا قد بيّنا أنّ الأمرين جميعًا يعودان إلى علم الضرورة، وإذا ثبتت الجملة التي قدمناها فقد وضح كون خبر النصّ صدقًا، ووجب المصير إليه والعمل عليه.

[الفرق بين نصّ الشيعة على الإمامة وباقي النصوص المتواترة]

فإن قالوا: لو كان النصّ حقًا ونقلكم له متصلًا، ووقوعه في الأصل ظاهرًا


[302] اجتماع: (خ ل).

[303] المقترفون: (خ ل)، والظاهرأنّ الصحيح: المفترقون، أو المفرَّقون، أو المتفرقون.

اسم الکتاب : المتبقي من تراث ابن قِـبَـة الرازيّ المؤلف : أبي جعفر محمّد بن عبد الرحمن بن قِبَـة الرازيّ    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست