من عظمت نعمة الله عليه اشتدت مؤنة الناس إليه، فاستديموا النعمة باحتمال المؤنة، ولا تعرضوها للزوال، فقلَّ من زالت عنه النعمة فكادت أن تعود إليه‌

[17].

والأحاديث في ذلك لاتحصى كثرة.

ولا يختص الأمر بأهل المال والقوّة والنفوذ، بل يجري ذلك في حق كل أحد، حيث يكفي أن يعينوا ولو بكلمة، كل حسب طاقته وعلى قدر ما يحسن، و الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ، و لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.

وفي حديث إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال:

يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش ومن سكت مات.

قلت: ما أصنع ان أدركت ذلك الزمان؟ قال: تعينهم بما عندك، فإن لم تجد فبجاهك‌

[18].

وفي حديث ابن القدَّاح عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): كل معروف صدقة، والدال على المعروف كفاعله. والله يحبُّ إغاثة اللهفان‌

[19].

وهذا الشعب عريق في النَّجدة والشَّهامة وحبِّ الخير، والانشداد لدينه ونبيه وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين، والتفاعل معهم، ومع تعاليمهم الشريفة ومُثُلِهم السَّامية، فالأمل‌

[17] ( 1) وسائل الشيعة 11/ 549

[18] ( 2) وسائل الشيعة 6/ 325

[19] ( 3) وسائل الشيعة 11/ 522