responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصابيح الأصول المؤلف : بحر العلوم، السيد علاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 150

وقد أجاب عن ذلك صاحب الكفاية (قدس سره)[1] بأنه لا دلالة لها على أن إرادتها من قبيل إرادة المعنى من اللفظ، بل لعله كان بإرادتها في نفسها حين استعمال الألفاظ في معانيها.
وفيه ما لا يخفى: إذ لو كان ا لمراد بالبطن ما ذكره لما كان ذلك موجباً لعظمة الكتاب لإمكان هذا المعنى، وهو إرادة معان كثيرة في أنفسها حين الاستعمال في سائر المحاورات أيضاً.
مضافاً إلى أن إرادة المعاني بنفسها حين الاستعمال لا تسمى بطناً لأنها معان أخر غير المعنى المستعمل فيه اللفظ، وعليه كيف تكون هذه المعاني بطنا للقرآن الكريم.
فالصحيح في الجواب أن يقال: إن المراد بالبطن لوازمات المعاني وملزوماتها من دون أن يستعمل اللفظ فيها، وهو لا ينافي قصور أفهامنا عن إدراك هذه الأمور، وهذا هو الذي أفاده (قدس سره) أخيراً.
والذي يدل عليه ما ورد مستفيضاً أن القرآن يجري مجرى الشمس والقمر، وأنه لا يختص بقوم دون قوم[2]، بل في بعضها ورد "أن القرآن لو ورد في خصوص قوم لمات عند موتهم مع أنه حي إلى يوم القيامة"، وورد أن الكتاب في ظاهره قصة، وفي باطنه عظة[3]، بمعنى أنه ليس بكتاب تاريخ بل يحدث عن قضايا صدرت عن الأمم السابقة كبني اسرائيل، وغيرهم، لتكون هذه دروسا يسير المتأخرون على نهجه ولتدلهم على أن الكفر بنعم الله يوجب السخط عليهم، أما بقية اللوازم والملزومات التي تضمنها القرآن فلا يعرفها إلا من خوطب به ومن يقوم مقامه من الائمة عليهم السلام، وقد وقفنا على بعضها بواسطة الأخبار الشريفة.

[1] كفاية الأصول: 38.
[2]بحار الأنوار 403:35.
[3]بحار الأنوار 115:92.
اسم الکتاب : مصابيح الأصول المؤلف : بحر العلوم، السيد علاء الدين    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست