responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباني الإستنباط المؤلف : الكوكبي، السيد ابوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 45

وفيه ان الحكم والبعث انما هو من وظايف المولى، فانه هو الذي يبعث نحو الفعل تارة فيأمر به، ويزجر عنه اخرى فينهى عنه، واما العقل فليست وظيفته الا الادراك والتعقل، فانه عبارة عن القوة المدركة، والعاقلة والانسان بها يدرك جهات الامر ويميزها، واما البعث او الزجر فليس من وظيفته، وما يرى من حركة الانسان نحو بعض الامور وفراره عن بعضها الاخر فليس ذلك مستندا الى بعث العقل او زجره، وانما هو مستند الى طبع الانسان فانه بحسب جبلته وطبعه يميل ويتحرك نحو ما يراه ملائما لطبعه ويفر عما لا يلائمه، بل هذا المعنى موجود فى جميع الحيوانات فانها ايضا تميل نحو ما يلائم طبعها وتفر عما لا يلائمه،
والحاصل ان الحكم بمعنى البعث والزجر ليس من وظيفة العقل، وانما وظيفته الادراك. نعم قد يعبر عن مدركات العقل باحكامه الا انها اجنبية عن البعث والزجر.
والحق ان حجية القطع كما عليه صاحب الكفاية (قدس) من لوازم ذاته تكوينا، فان لها واقعية في نفس الامر يدركها العقل بواقعيتها، غاية الامر ان الخارج ليس ظرفا لوجودها كما في الجواهر والاعراض، بل الخارج ظرف لنفسها، فهي نظير الملازمات العقلية التي لها واقعية يدركها العقل بواقعيتها كالملازمة بين الزوجية والاربعة فان لها واقعية في نفس الامر يدركها العقل بواقعيتها والخارج انما هو ظرف لنفسها لا لوجودها، وحجية القطع من هذا القبيل، وقد قال بمثل ذلك بعض الاكابر في النسب والروابط حيث قال: ان لها واقعية في نفس الامر والخارج ظرف لانفسها لا لوجوداتها، وعليه فحجية القطع من الامور الواقعية المدركة بالعقل لا انها من احكام العقل ومجعولاته كما توهم.
اسم الکتاب : مباني الإستنباط المؤلف : الكوكبي، السيد ابوالقاسم    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست