والحاصل
ان من تتبع حال الرواة وارباب الكتب يعلم بصدور كثير فيما بايدينا من
الاخبار المودوعة في الكتب المعتبرة فيجب بحكم العقل الاحتياط في جميع
اطراف تلك الاخبار ان امكن والا ففيما يظن بصدوره منها لوجوب المصير الى
الظن في تحصيل الواقع اذا لم يمكن تحصيله بنحو العلم.
واورد عليه العلامة الانصاري بان وجوب العمل بالاخبار الصادرة من الائمة
(ع) انما هو لاجل وجوب امتثال الاحكام الواقعية الموجودة في مضامين تلك
الاخبار فوجوب العمل بتلك الاخبار انما هو لاجل العلم
عليه
بل يرويها عن اخويه احمد ومحمد واعتذر ذلك باني كنت اقابله بكتبه وسني
ثمانية عشر سنة ولا افهم اذ ذاك الروايات ولا استحل ان ارويها عنه فقرأها
على اخويه احمد ومحمد ثانيا.
وما حكي عن احمد بن محمد بن عيسى انه جاء الى الحسن بن الوشاء وطلب منه ان
يخرج اليه كتابا لعلاء بن رزين وكتابا لأبان بن عثمان الاحمر فلما اخرجهما
قال احب اسمعهما قال ما اعجلك اذهب فاكتبهما والسمع من بعده فقال له لا آمن
الحدثان فقال لو علمت ان الحديث يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه فاني قد
ادركت في هذا المسجد مائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد (ع) فانظر الى
شدة اهتمامه فانه لا يكتب قبل سماعه منه احاديث الكتاب.
بل كانوا متوقفين في روايات من كان على الحق ثم عدل عنه حتى اذن لهم الامام
(ع) كما يدل عليه ما رواه الحسين بن روح عن ابي محمد الحسن العسكري (ع)
انه سأل عن كتب بني فضال فقال (ع) خذوا بما رووا وذروا ما رأوا الى غير ذلك
مما يشهد على شدة اهتمامهم بشأن الحديث حتى لا يكون فيما يودعونه في كتبهم
من احاديث الكذابين.