responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات في المواريث المؤلف : الخرسان، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 17

وذهب بقية فقهاء المذاهب إلى أنّ النصف الآخر يعطى للعصبات، وهم كلّ من ينتسب إلى الميّت عن طريق الذكور بلا واسطة أو مع الواسطة- وسيأتي الكلام في ذلك إن شاء اللّه- وهذه المسألة هي مسألة التعصيب، وقد استدل كل من الفريقين على رأيهم بأدلّة سيأتي التعرّض لها إن شاء اللّه.
فبالرغم من أنّ أحكام الفرائض مذكورة في القرآن الكريم بأحسن بيان وأحسن تفصيل، وأن النبيّ الكريم قد حثّ الأمّة على تعلّم هذه الأحكام وتعليمها نجد هذا الاختلاف العظيم بين المسلمين.
ما هو سرّ هذا الخلاف؟فما هو سرّ هذا الاختلاف؟ وما هو منشؤه؟ وأيّ الفريقين أحقّ أن يتّبع، وأيّهم أحقّ أن يطرح ولا يعتنى به؟ (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى‌ََ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)[1].
السرّ هو جهل الخلفاء بالشريعة المقدّسة:فإذا رجعنا إلى التأريخ والسّير نجد أنّ سرّ هذا الاختلاف الذي نشأ بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إنّما هو تولي من لا أهلية له منصب الخلافة والإفتاء كما أخبرنا هو بذلك، ففي زمان الخلافة الراشدة-على حدّ تعبيرهم-وقع هذا الاختلاف، وتمزّقت كلمة الأمّة، وغصبت الحقوق، وحكم بغير ما أنزل اللّه، فإذا ألقينا نظرة إلى كتب الحديث والفقه وكتب السير نجد أنّ جذور الخلاف والظلم ممتدّة من ذلك الحين، فقد تقمّص منصب الخلافة بعد رحيل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أجهل الناس بهذه الأحكام‌

[1] الأنفال: 42.
اسم الکتاب : محاضرات في المواريث المؤلف : الخرسان، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 17
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست