responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 303

المناقشة في بعض ما ذكره- رحمه اللّه- في الغناء

و الإنصاف أنّ ما ذكره و حقّقه أحسن ما قيل في الباب، و أقرب بإصابة الواقع و إن كان في بعض ما أفاده مجال المناقشة، كانتهائه حدّ الإطراب بما يكاد أن يزيل بالعقل، و أنّ العلّة في الغناء عين العلّة في المسكر، و ذلك لعدم الشاهد عليه في العرف و اللّغة.

لصدق الغناء على ما لم يبلغ الإطراب ذلك الحدّ و لم يكن من شأنه ذلك أيضا.

فإنّ للغناء أقساما كثيرة و مراتب كثيرة غاية الكثرة في الحسن و الإطراب:

فربّما بلغ فيه غايته كما لو كان الصوت بذاته في كمال الرقّة و الرخامة و كان الصائت ماهرا في البحور الموسيقية، و كان البحر مناسبا له كالبحر الخفيف مثلا، فحينئذ لا يبعد أن يكون مزيلا للعقل، و مهيجا للحليم، و موجبا لصدور أعمال من الشريف الحكيم ما لا يصدر من الأنذال و الأراذل، و إن كانت القضايا المحكيّة عن بعض أهل الكبائر كبعض خلفاء الأمويّين و العباسيّين لم يثبت كونها لمحض الغناء، فإنّ مجالس تغنّيهم كانت مشحونة بأنواع الملاهي و المعاصي، كشرب الخمور و أنواع آلات اللهو و الترقّص و غيرها حتى القضية المعروفة من وليد- لعنه اللّه- مع مغنّية [1] لم يحرز كونها للغناء محضا.

و ربّما لا يكون بتلك المرتبة كما لعلّه كذلك غالبا.

و كلمات اللغويّين أيضا لا يساعده، لعدم تقييد مهرة الفنّ بحصول تلك‌


[1] راجع مروج الذهب 3- 213 و 215.

اسم الکتاب : المكاسب المحرمة المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 303
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست