و بعد رحيل المرحوم آية اللّه العظمى اليزدي مؤسّس الحوزة العلميّة و التحاقه بالرفيق الأعلى و هجرة آية اللّه العظمى البروجردي إلى قم باستدعاء جماعة من الأعلام و في طليعتهم الإمام (المترجم له) حيث كان له حظّ كبير في هذا المجال، و كان سماحة الإمام (المترجم له) يحضر درس آية اللّه البروجردي ترويجا له، و دعما لمرجعيّته، و قد بدأ في نفس الوقت تدريس الفقه و الأصول على مستوي ما يسمّى حسب الاصطلاح الحوزوي بدرس الخارج، حيث استمر تدريسه هذا، و في هذا المستوي إلى آخر يوم من أيّام اقامته في النجف الأشرف في العراق.
و الجدير بالذكر انّه كان لسماحته- رحمه اللّه-، حلقة درس في الأخلاق كان يحضرها النخبة من أهل الفضل و العلم، و كان لهذا الدرس أثر كبير في تربية من كانوا يرتادونه و يواظبون عليه و هم كثير، و تهذيب نفوسهم.
مصنّفاته و رسائله:
إنّ لسماحة الإمام الراحل- مؤلّف هذا الكتاب القيّم و السفر الثمين- مؤلّفات قيّمة في موضوعات شتى من الفقه و الأصول و الفلسفة و العرفان و الأخلاق، يزين ما طبع منها رفوف المكتبات العامّة و الخاصّة و ينتظر ما لم يطبع منها فرصة الظهور إلى عالم المطبوعات و الكتب.
و نحن نذكر هنا طائفة من تلكم المؤلّفات مشيرين إلى بعض ما لها من خصوصيّات:
1- كتاب «الطهارة» في أربعة مجلّدات.
2- كتاب «البيع» في خمسة مجلّدات، و لنا أن ندّعي- بكلّ يقين- أنّ الأبحاث الواردة في هذا الكتاب تعتبر دائرة معارف في الأحكام الحقوقية الإسلاميّة، و أنّه لم يكتب إلى الآن نظيرها في الدقّة و العمق، بالإضافة إلى التتبّع.