قلّما سنح حسن الإقبال لأثر فقهي
فتوائي مثلما اتفق لكتاب «العروة الوثقى» من مؤلّفات آية اللَّه العظمى السيّد
محمد كاظم اليزدي رحمه الله (1247- 1337 ق) فإنّ كتابه مع عدم استيعابه جميع
الأبواب الفقهيّة صار محلًاّ للشروح و التعليقات و مركزاً لبحوث الأعلام طيلة
العصور الأخيرة و ليس ذلك إلّا لكثرة الفروع و حسن التعابير الواردة فيها.
و من جملة العباقرة الذين همّوا على
تذييله بتعاليقهم قائدنا الراحل آية اللَّه العظمى الإمام الخميني قدس سره (1320-
1409 ق) فإنّ سماحته بعد ما تمّم تعليق آرائه على «وسيلة النجاة» لآية اللَّه
العظمى السيّد الأصفهاني رحمه الله (1284- 1365 ق) في سنة (1372 ق) شرع في التعليق
على العروة و أتمّه في سنة (1375 ق) و حيث إنّ الفروع المذكورة في «تحرير الوسيلة»
لم تكن في الكثرة و التنوّع- تبعاً لأصله- بمثابة العروة فلذلك تكون تعليقات
سيّدنا الإمام قدس سره على العروة ذا مكانة خاصّة و لا يمكن الاستغناء عنها بغيرها
من مؤلّفاته.
و لذا فقد قامت مؤسّستنا بتحقيق هذه
التعاليق و مقابلتها مع النسخة الأصليّة المخطوطة و نشرها بصورة منقّحة و لكن لا
يخفى أنّه في مقام تعارض هذه التعليقات مع «تحرير الوسيلة» يكون الترجيح للتحرير.
و لا يفوتنا أن نتذكر بأنّه اخترنا
من النسخ الكثيرة المتوفّرة من «العروة الوثقى» ما كانت أكثر قرابة بزمن التعليق
دون أقدمها و أقربها بزمن التأليف لما لا يخفى على المتتبّع البصير.