responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 263

لا يقتصر على الحوزة. بل الجميع مكلّف بذلك. لقد تصوّر هؤلاء أن الإسلام مات بموت آية الله البروجردي، وإنهم لمخطئون، إنهم لواهمون، فقد مات الرسول وعليّ وبقية الأئمة- عليهم السلام- وسائر العظماء، ورحلوا من هذه الدنيا والإسلام باق. الخميني يموت أيضاً، فقد شارف عمري على الانتهاء، ولن يبقى منه غير أيام معدودة .. أنتم أيها الطلبة، أيها الأفاضل، الذين تنعمون بحيوية الشباب، عليكم أن تبذلوا جهدكم، فلو رحلت من هذه الدنيا فسيأتي رجل آخر، وهذا يرحل ويأتي آخر وهكذا، ويبقى الإسلام في الحصن والصون. إن تقبيل اليد والصور، وتقدم الاسم وتأخره لا معنى له، على الحوزة العلمية أن تهتم بقضايا الإسلام، فإذا لم تهتم بالقضايا الإسلامية، فلا جدوى من وجودها، وتصبح شيئاً مبتذلًا. يجب على الجميع، وكافة الخطباء والمسلمين، توعية أبناء الشعب، لأن أصل الإسلام في خطر. ليس هناك اختلاف في الأصول، وإذا كان ثمة اختلاف، فهو في الفروع. فهل أنتم واثقون بعدم وجود أخطار تهدِّد الإسلام؟ ينبغي أن لا يتصوّر أحد أن الصلاح في السكوت، يجب أن لا يسيطر مثل هذا التفكير على أحد.

الناس متمسكون بالدين‌

أني أتألم من بعض العصبيات بلا داع، أسمع أحياناً من الطلبة الشباب بعض الموضوعات، فينتابني الصداع، ماذا تعني الصورة؟ إنها ليست أكثر من أوهام، حتى الخميني إذا لم يفعل لمرضاة الله، فسوف ينفضُّ عنه الناس، ويقضون عليه. يجب العمل من أجل مرضاة الله، من أجل دين الناس لا من أجل الدنيا .. اقسم بالله، أن أولئك الذين التزموا الصمت، إذا سلبوا الدنيا أمسوا تعساء. الناس تتطلّع للدين، والعلماء خَدَمة الدين، لذلك يحظون بالودّ والاحترام. وإذا أدرك الناس أن علماء الدين يعملون للدنيا وحباً للرئاسة وأمثال ذلك، فلن يعبأوا بهم. ليس باستطاعتي أن أتسلم الأموال، وأنفقها على الطلاب، فيما يبقى الناس جياعاً وتعساء، ويمحى الدين من الوجود، وإذا فعلت حَقًّ لهم سحقي والقضاء علي ونبذي. الناس واعون تماماً والشعب المتديّن يتطلع إلى الرجل الذي يخدم الدين، وكل من يبرز في هذا المجال هو الذي يستحوذ على حب الشعب وودِّه. إن تعلّق الناس بنا هو من أجل الدين، وتعلقهم هذا وسيلة للتعبير عن تمسّكهم بالدين. وأولئك الذين يتطلعون لبث الاختلاف والفرقة بين العلماء والناس والدين مخطئون ومفضوحون. لقد قال السيد ضياء [1] للشاه بأن اعتقال هذا الرجل كان خطأً، وإن إطلاق سراحه كان خطأً أيضاً، فقد باتوا مفضوحين.

إذا لم تكتب صحفنا فإن الأجانب سوف يكتبون. لقد وصلني ويصلني ما يدور في الخارج أن هؤلاء افتضحوا، وأن نفور أبناء الشعب وسخطهم عليهم بات واضحاً للعالم بأسره. إن أولئك الذين يخدعون الناس يرتكبون خيانة، وهذه الصحف خائنة، ارتكبوا أخطاء كثيرة لدى أجابتهم عن برقية سماحة آية الله العظمى السيد الخوئي، إذ باحوا بكل نواياهم في جمل معدودة، وحاولوا رد


[1] السيد ضياء الدين طباطبائي، سياسي إيراني مخضرم. أحد العناصر الرئيسة التي ساعدت رضا خان وآزرت البريطانيين بانقلاب (اسفند) عام 1299 ش، الذي أدى فيما بعد إلى اضمحلال السلالة القاجارية وبروز أسرة بهلوي وتسلّم رضا خان للعرش.

اسم الکتاب : صحيفة الإمام( ترجمه عربى) المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست