اسم الکتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 8 صفحة : 318
وجدتموه يعفّ عن ذلك
فرويداً لا يغرّنكم حتى تنظروا ما عقده عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع
ثمّ لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسده بجهله أكثر ممّا يصلحه بعقله ،
وإذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرّنّكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على
عقله ، أو يكون مع عقله على هواه ، وكيف محبّته للرياسات الباطلة وزهده
فيها ، فإنّ في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا ، ويرى أن
لذّة الرياسة الباطلة أفضل من لذّة الأموال والنعم المباحة المحلّلة ،
فيترك ذلك أجمع طلباً للرياسة ـ إلى أن قال ـ ولكن الرجل كلّ الرجل نعم
الرجل هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضاء الله ، يرى
الذلّ مع الحقّ أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل ـ إلى أن قال ـ
فذلكم الرجل نعم الرجل ، فبه فتمسّكوا ، وبسنّته فاقتدوا ، وإلى ربّكم به
فتوسّلوا ، فإنّه لا تردّ له دعوة ، ولا تخيب له طلبة.
ورواه العسكري ( عليه السلام ) في ( تفسيره
) عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، مثله [٣].
أقول : هذا بيان لأعلى مراتب العدالة لا
لأدناها ، على أنّه مخصوص بمن يؤخذ عنه العلم ويقتدى به في الأحكام الدينيّة كما هو الظاهر ، لا بإمام الجماعة والشاهد.
وتقدّم ما يدلّ على المقصود هنا [٤] وفي الجمعة [٥] ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا [٦]
وفي الشهادات [٧].