اسم الکتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 27 صفحة : 39
عيسى بن عبد الله القرشي
، قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، فقال له : يا با
حنيفة ! بلغني : أنك تقيس ؟ قال : نعم ، قال : لا تقس ، فإنَّ أوَّل من
قاس إبليس. الحديث.
[ ٣٣١٥٥ ] ٥ ـ وعن
محمّد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، وعن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه عن هارون
بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وعن عليّ
بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، رفعه عن أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) ، أنّه قال : من أبغض الخلق إلى الله عزَّ وجلَّ لرجلين : رجل
وكله الله إلى نفسه ، فهو جائر عن قصد السبيل ، مشعوف بكلام بدعة ، قد لهج
بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضالّ عن هدى من كان قبله ، مضلّ
لمن اقتدى به في حياته وبعد موته ، حمّال خطايا غيره ، رهن بخطيئته ، ورجل
قمش جهلاً في جهّال الناس ، عان بأغباش الفتنة ، قد سمّاه أشباه الناس
عالماً ، ولم يغن فيه يوماً سالماً ، بكّر فاستكثر ، ما قلّ منه خير ممّا
كثر ، حتّى إذا ارتوى من آجن ، واكتنز من غير طائل ، جلس بين الناس قاضياً (
ماضياً ) [١] ضامناً لتخليص ما التبس على غيره ، وإن خالف قاضياً سبقه ، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي ( من ) [٢]
بعده ، كفعله بمن كان قبله ، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ، ثمّ قطع [٣]
، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت ، لا يدري أصاب أم أخطأ ، لا
يحسب العلم في شيء ممّا أنكر ، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهباً ( لغيره )
[٤] ، إن قاس شيئاً بشيء لم يكذب
نظره ، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه ، لكيلا يقال له :
لا يعلم ، ثمَّ جسر فقضى ، فهو مفتاح عشوات ، ركّاب شبهات