اسم الکتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 17 صفحة : 209
عليه وآله ) من أطيب
كسبك.
يا عبد الله ، اجهد ان لا تكنز ذهباً
ولا فضة فتكون من أهل هذه الآية : ( الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )[٢] ولا تستصغرن
من حلو ولا من فضل طعام تصرفه في بطون خالية تسكن بها غضب الرب تبارك وتعالى.
واعلم أنّي سمعت أبي يحدّث ، عن آبائه ،
عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) أنّه سمع عن النبي ( صلى الله عليه وآله
) يقول لأصحابه يوماً : ما آمن بالله واليوم الآخر من بات شبعاناً وجاره
جائع ، فقلنا : هلكنا يا رسول الله ، فقال : من فضل طعامكم ، ومن فضل تمركم
ورزقكم وخلقكم وخرقكم تطفؤون بها غضب الرب.
وسأُنبئك بهوان الدنيا وهوان شرفها على
من مضى من السلف والتابعين.
ثم ذكر حديث زهد أمير المؤمنين ( عليه
السلام ) في الدنيا وطلاقه لها ـ إلى أن قال : ـ وقد وجهت إليك بمكارم
الدنيا والآخرة عن الصادق المصدّق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن
أنت عملت بما نصحت لك في كتابي هذا ، ثم كانت عليك من الذنوب والخطايا كمثل
أوزان الجبال وأمواج البحار رجوت الله أن يتجافى عنك جلّ وعزّ بقدرته.
يا عبد الله ، إياك أن تخيف مؤمناً فإنّ
أبي محمّد بن علي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
أنه كان يقول : من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله يوم لا ظلّ
إلّا ظلّه ، وحشره في صورة الذر لحمه وجسده وجميع أعضائه ، حتّى يورده
مورده.
وحدثني أبي عن آبائه عن علي ( عليه
السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : من أغاث لهفاناً من المؤمنين أغاثه الله يوم لا ظل إلا ظله