اسم الکتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 15 صفحة : 176
معصية الله ، ولا عدّة
للظلم لخلق الله ، ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له ، فإن أطاع الله وإلاّ فليكن الله أكرم عليك منه ، ولا قوة إلاّ بالله.
وأمّا حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم أنّه
أنفق فيك ماله ، وأخرجك من ذلّ الرق ووحشته إلى عزّ الحرية وأُنسها فأطلقك
من أسر الملكة ، وفك عنك قيد العبودية ، واخرجك من السجن ، وملّكك نفسك ،
وفرّغك لعبادة ربك ، وتعلم أنه اولى الخلق بك في حياتك وموتك ، وأن نصرته
عليك واجبة بنفسك ، وما احتاج إليه منك ، ولا قوة إلاّ بالله.
وأمّا حقّ مولاك الذي أنعمت عليه فأن
تعلم ان الله عز وجل جعل عتقك له وسيلة إليه وحجاباً لك من النار ، وأنّ
ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن له رحم مكافأة لما انفقت من مالك. وفي
الآجل الجنة.
وأما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره
وتذكر معروفه ، وتكسبه المقالة الحسنة ، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين
الله عز وجل ، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرّاً وعلانية ثمّ ان قدرت على
مكافأته يوماً كافأته.
وأما حقّ المؤذّن أن تعلم أنّه مذكّر لك
ربك عزّ وجلّ ، وداع لك إلى حظك ، وعونك على قضاء فرض الله عزّ وجلّ عليك فاشكره على ذلك شكر المحسن إليك.
وأمّا حقّ إمامك في صلاتك فأن تعلم أنّه
تقلّد السفارة فيما بينك وبين ربك عزّ وجلّ ، وتكلّم عنك ولم تتكلّم عنه ،
ودعا لك ولم تدعُ له ، وكفاك هول المقام بين يدي الله عزّ وجلّ ، فإن كان
نقص كان به دونك ، وإن كان تماماً كنت شريكه ، ولم يكن له عليك فضل [٩]
فوقى نفسك بنفسه ، وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك.
__________________
[٩] هذا له معارض
تقدم في أحاديث الجماعة في باب استحباب تقدم من يرضى به المأمومون وفيه أن
للإِمام [ بقدر ] ثواب جميع من خلفه. فيحمل هذا على إتحاد المأموم (
منه. قدّه ).
اسم الکتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 15 صفحة : 176