اسم الکتاب : وسائل الشيعة ط-آل البیت المؤلف : الشيخ حرّ العاملي الجزء : 11 صفحة : 216
النبي ( صلّى الله
عليه وآله ) وأصحابه مهلّين بالحجّ حتى أتوا منى فصلّى الظهر والعصر
والمغرب والعشاء الاخرة والفجر ، ثمّ غدا والناس معه ، فكانت قريش تفيض من
المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها ، فأقبل رسول الله ( صلّى
الله عليه وآله ) وقريش ترجو أن يكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون ، فأنزل
الله على نبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) (
ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ )[١٢]
يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان بعدهم ، فلما رأت
قريش أنّ قبة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) قد مضت كأنّه دخل في
أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الإِفاضة من مكانهم حتى انتهوا إلى نمرة
وهي بطن عرنة بحيال الأَراك فضربت قبته ، وضرب الناس أخبيتهم عندها ، فلمّا
زالت الشمس خرج رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) ومعه قريش [١٣]
وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد ، فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ، ثمّ
صلّى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين ، ثمّ مضى إلى الموقف فوقف به فجعل
الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جنبها فنحّاها ، ففعلوا مثل ذلك ،
فقال : أيّها الناس ، إنّه ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف ، ولكن هذا كلّه
موقف ، وأومأ بيده إلى الموقف ، فتفرّق الناس وفعل مثل ذلك بمزدلفة ، فوقف
حتى وقع القرص قرص الشمس ، ثمّ أفاض وأمر الناس بالدعة حتى إذا انتهى إلى
المزدلفة وهي المشعر الحرام فصلّى المغرب والعشاء الاخرة بأذان واحد
وإقامتين ، ثمّ أقام حتى صلّى فيها الفجر وعجل ضعفاء بني هاشم بالليل ،
وأمرهم أن لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس ، فلمّا أضاء له
النهار أفاض حتى انتهى إلى منى فرمى جمرة العقبة ، وكان الهدي الذي جاء به
رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) أربعاً وستين ، أو ستّاً وستّين ، وجاء
علي