اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 4 صفحة : 545
و روى باسناده عن ابن أبي عمير، عن سعد الجلّاب عن أبي عبد
اللّه عليه السّلام قال:
«لو أنّ البتريّة صفّ
واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعزّ اللّه بهم دينا».
الغلاة:
هم ثلاث فرق، فرقة منهم
يغالون في عليّ عليه السّلام و قالوا بألوهيّته و التخميس و هو أنّ سلمان و أبا
ذرّ و المقداد و عمّار بن ياسر، و عمر بن اميّة الضمريّ كانوا موكّلين بتدبير
العالم من قبل عليّ عليه السّلام و هو ربّ. و فرقة منهم يغالون في أهل البيت عليهم
السّلام و يقولون في حقّهم ما ليس لهم و ما لا يقولونه في أنفسهم كادّعاء النبوّة
و الالهيّة فيهم عليهم السّلام، و فرقة اعتقدوا بأنّ معرفة الامام يكفي عن جميع
العبادات و الفرائض فيتركون الطهارة و الصلاة و الصوم و الزّكاة و الحجّ اتّكالا
على ولايتهم، و جلّ ما ورد في كتب الرّجال لا سيّما كتب المتقدّمين من أنّ فلانا
غال أو من الغلاة المقصود هذه الطائفة و الشاهد على ذلك ما رواه أحمد بن الحسين
الغضائريّ عن الحسن بن محمّد ابن بندار القمّيّ قال: «سمعت مشايخي يقولون: إنّ
محمّد بن أورمة لمّا طعن عليه بالغلوّ بعث إليه الأشاعرة ليقتلوه، فوجدوه يصلّي
اللّيل أوّله إلى آخره ليالي عدّة فتوقّفوا عن اعتقادهم» و في فلاح السائل عن
الحسين بن أحمد المالكيّ قال: «قلت لأحمد بن مليك الكرخيّ عمّا يقال في محمّد بن
سنان من أمر الغلوّ فقال: معاذ اللّه هو علّمني الطهور» إلى غير ذلك من الأخبار
الّتي تدلّ على أنّ المراد بالغلو و الغالي في كتب القدماء من الرّجاليّين هذا
المعنى لا الأوّلان، و اشتبه الأمر على بعض المتأخّرين- رضي اللّه عنه- و زعم أنّ
المراد بالغالي المعنيان الأوّلان، فلذا طعن على القدماء- قدّس اللّه أسرارهم- و
قال: «رميهم بعض الرّواة بالغلو لنقلهم بعض المعجزات عنهم أو اعتقادهم في الامام
أنّه يعلم الغيب أو نظير ذلك» و هذا قول غير سديد و سوء ظنّ بمشايخ الحديث و
الأجلّاء، عصمنا اللّه منه.
الحروريّة:
طائفة من الخوارج
تبرّءوا من عليّ عليه السّلام و شهدوا عليه بالكفر، و النسبة إلى حروراء- بفتحتين
و سكون الواو و راء اخرى و ألف ممدودة- قرية بظاهر الكوفة، فانّهم اجتمعوا فيها
أوّل أمرهم و خالفوا عليّا عليه السّلام فنسبوا إليها.
القدريّة:
هم قوم قالوا بأنّ كلّ
أفعالهم مخلوقة لهم و ليس للّه فيها قضاء و لا
اسم الکتاب : من لا يحضره الفقيه المؤلف : الشيخ الصدوق الجزء : 4 صفحة : 545